منذ أمد بعيد والفكر الغربي يرسم صورة قاتمة لما ستكون عليه العلاقة بين الشرق والغرب، حتى بلور صامويل هنتغتون هذه الرؤية بافتراضه أن صداماً للحضارات لا بد أن يحصل بين الدول المتخلفة والدول الصناعية واسماً الشرق بالتخلف. وتتردد أصداء دعواه في كل مكان من العالم إذ تطرح مفاهيم جديدة كالعولمة والثقافة الكونية وحوار الحضارات. وهي مفاهي...
قراءة الكل
منذ أمد بعيد والفكر الغربي يرسم صورة قاتمة لما ستكون عليه العلاقة بين الشرق والغرب، حتى بلور صامويل هنتغتون هذه الرؤية بافتراضه أن صداماً للحضارات لا بد أن يحصل بين الدول المتخلفة والدول الصناعية واسماً الشرق بالتخلف. وتتردد أصداء دعواه في كل مكان من العالم إذ تطرح مفاهيم جديدة كالعولمة والثقافة الكونية وحوار الحضارات. وهي مفاهيم تلتقي جميعها عند الرغبة في فرض الهيمنة الغربية وفرض سطوة العرق الأبيض الغربي على ما عداه من أعراق وأمم. وأمام هذه الهجمة الشرسة يقف العالم العربي والإسلامي، في صدارة الأمم التي تستهدفها هذه الحملة، حيث الهوية العربية الإسلامية معرضة للتلاشي.في هذا الكتاب يتصدى المؤلف ليوضح أن الصدام الذي يفترضه الغرب، هو صدام الشر بالخير، والنصر الذي سيأتي بعده سيكون نصراً إنسانياً وشمولياً تنتصر فيه قيم الحق والخير. ولا بد لكل أمة أن تدافع عن هويتها وشخصيتها، حتى يقتنع الغرب بالتخلي عن فوقيته ويتناول عن عنصريته وبمنهجيته وطموحاته في السيطرة على العالم.هذا الكتاب صراع, صدام أم حوار.. مفهوم الصدام ومفهوم الحضارة.. إن صدام الحضارات غطاء على أمر أخطر, إنه العدوان على الحضارات ولا سيما الحضارة العربية الإسلامية فهو يريد أن يمحو الهوية العربية الإسلامية ولابد من إيقافه وفي هذا الحال سيحدث الصدام, وهذا العدوان لا يقابل بالخنوع والسلبية والإنسحاب من المواجهة. إنه صدام بين قوى الحق والخير وقوى الباطل الشر. وهذا الكتاب يؤسس لموقف عربي إسلامي شمولي. إنه خلاصة تجربة وخلاصة قراءة للماضي والحاضر والمستقبل. وكان من أهم ما تناوله الكتاب: وقفة مع الهوية, معوقات جدية في وجه الحوار وعوامل فاعلة للصدام, الحوار بين الغرب والإسلام, العولمة والصدام بين الشعوب, مفهوم أرض الميعاد في مواجهة حق العودة, الإعلام وصدام الحضارات, وغيرها من المواضيع الهامة.
