إن من المسائل المهمة في حياة الأمم والشعوب وتاريخ البشر هي مسألة العدالة وإحقاق الحق والمساواة بين الناس التي حرص الإسلام على تثبيت دعائمها من خلال نظام الحكم الإسلامي والأسس التي جعلها من ضروريات الإدارة وحسن سيرها عدالة الراعي مع الرعية فكانت وصايا القرآن والسيرة النبوية والأئمة الأطهار من بعد التي نراها عبر كل التاريخ ظاهرة و...
قراءة الكل
إن من المسائل المهمة في حياة الأمم والشعوب وتاريخ البشر هي مسألة العدالة وإحقاق الحق والمساواة بين الناس التي حرص الإسلام على تثبيت دعائمها من خلال نظام الحكم الإسلامي والأسس التي جعلها من ضروريات الإدارة وحسن سيرها عدالة الراعي مع الرعية فكانت وصايا القرآن والسيرة النبوية والأئمة الأطهار من بعد التي نراها عبر كل التاريخ ظاهرة وجلية في أعمالهم ومواقفهم وأقوالهم وإرشاداتهم للناس عامة وللولاة من قبلهم خاصة.فمن أصدق المصاديق ما نراه في الإمام علي في وصيته لأبنائه أو لولاته ومنهم التقي العظيم مالك "الأشتر النخعي" عندما كتب له عهداً بعد أن ولاه على مصر عندما اضطربت على محمد بن أبي بكر. هذا العهد البعيد الزمن والعهد ولكنه يبقى حديث العهد والعهد الحديث لما يتضمنه من وصايا وبصائر لمالك الأشتر المستبصر ولكل من يريد أن يتعهد حكم الناس وسياسة الرعية، عهد فيه من القوانين والسنن هي روح الإسلام وعبق الرسالة فيه من الوصايا المهمة والعظيمة.ولأهمية هذا العهد تصدى الشيخ "محمد مهدي شمس الدين" لنصه معتنياً بشرحه شرحاً وافياً ومبسطاً في كتابه هذا الذي بين أيدينا؛ كما وضمّنه مقدمة جمع فيها نبذة يسيرة عن حياة هذا الرجل الجليل مالك الأشتر ولبعض مواقفه الإيمانية والجهادية.