للجنس، كحب فيزيائي سمته السيكولوجية (النفسية) عند الإنسان. إنه نابع من دافع نفسي -بيولوجي، يجعل الغريزة الجنسية الفطرية ليست فقط مجرد التحام جسدي "حيواني"، بل عملية إنسانية، فيزيولوجية، نفسية، روحية، عالية التنظيم وواعية. لذا، فإن كل إخلال بهذه العملية المتوازنة، يؤدي إلى الاضطرابات والأمراض الجنسية المختلفة.إن الحياة الجنسية، ب...
قراءة الكل
للجنس، كحب فيزيائي سمته السيكولوجية (النفسية) عند الإنسان. إنه نابع من دافع نفسي -بيولوجي، يجعل الغريزة الجنسية الفطرية ليست فقط مجرد التحام جسدي "حيواني"، بل عملية إنسانية، فيزيولوجية، نفسية، روحية، عالية التنظيم وواعية. لذا، فإن كل إخلال بهذه العملية المتوازنة، يؤدي إلى الاضطرابات والأمراض الجنسية المختلفة.إن الحياة الجنسية، بمفهومها الجديد، تطمح إلى بناء علاقة جدلية بين الحب والجنس، فالجنس ليس غاية في حد ذاتها، إنما ينبغي انطلاقه من معايير نفسية، روحية، اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، وصحية معينة، باعتبار الجسد السليم، يسمو في ظل الحب.. إذ إن للجنس الإنساني سمته الاجتماعية المميزة، المتأسسة على قاعدة الصلة المجتمعية بين الفرد ومحيطه الاجتماعي وبيئته الطبيعية. وهذه هي سوسيولوجيا الحياة الجنسية البديلة. هذه الحياة الجنسية المنسجمة مع طبيعة الإنسان هي ثورة شاملة.. ثورة في الثورة، لأنها تنفي الثورة الجنسية التقليدية التي خلفت الانحرافات والأوبئة الجنسية المعدية، لدى مختلف الفئات الاجتماعية في شتى أصقاع الأرض.. إنها ثورة جديدة معادية لعولمة التوحش الجنسي والتدهور الأخلاقي والخلقي والإنحلال الأسري. وهي لا تعني دكتاتورية الجنس وتحكمه بكافة الحاجات الطبيعية الأخرى للإنسان، بل تنطلق من تآلف الإنسان مع نواميس ومعايير الطبيعة، على أساس العودة إلى الحب.. إلى أصول الكائن البشري المطبوعة على المحبة والتآزر والنجدة.في هذه الحياة، تستعيد الانفعالات والعواطف موقعها الطليعي، كصورة للحب المبني على قيم العدالة والمساواة وتلازم مسارات الصحة البدنية والعافية النفسية والاستقرار الروحي، مع اعتماد الحركة الخيرة والنظام الغذائي المتوازن ونمط العيش الخالي من العادات السيئة. وبهذه الصورة نعيد إلى حياتنا الجنسية أبهى حللها الإنسانية وتصبح متناغمة مع قوانين الكون الفسيح!وهذا الكتاب الموسوعي يستعرض الحياة الجنسية، كجزء لا يتجزأ من الصحة الشاملة للإنسان، وهو يتطرق بوضوح وصراحة إلى المشاكل الجنسية عند الرجل والمرأة وأساليب حلها. وتمثل الموسوعة، عملاً علمياً كبيراً، ودليلاً رائداً، يرشد الذكور والإناث، على السواء، في السير قدماً على دروب المعرفة العلمية الواضحة، أملاً في التخلص من دجى الجهل وشتى الأمراض.