لم يخلق الله جل شأنه السموات والأرض، وما بينهما لعباً، بل خلقهما لغايات وأسرار. قال الله تعالى: "وما خلقنا السموت والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون"، وقال الله تعالى: "ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون" وقال الله تعالى: "وما خلقنا السماء والأر...
قراءة الكل
لم يخلق الله جل شأنه السموات والأرض، وما بينهما لعباً، بل خلقهما لغايات وأسرار. قال الله تعالى: "وما خلقنا السموت والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون"، وقال الله تعالى: "ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون" وقال الله تعالى: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار".وكذا القول بخصوص الشرائع السماوية، فإن الله تعالى قد شرعها لتحقيق أهداف عظيمة، أهمها عبادة الله تعالى. وبناء على هذا نعلم أن أي تشريع إنما جيء به لتحقيق أهداف، فتشريع بدون هدف، عبث. وهذا مجال على المشرع.هذا: وبما أن الشريعة الإسلامية قد جاءت للناس كافة، وإنها ناسخة للأديان السماوية، فقد جاءت بأهداف ووسائل تتفق مع عموم الرسالة المحمدية وخلودها. فالأهداف: هي المتضمنة للمصالح وبيان المفاسد، والوسائل هي الطرق المفضية إليها.وقد جاء هذا الكتاب مبيناً لهذه الأهداف وموضحاً لها بأسلوب سهل العبارة ليتسنى للقارئ التعرف على هذه الأهداف بسهولة ويسر كما وقد حرص على جعله غنياً بالأدلة الشرعية من المنقول -الكتاب والسنة- ليزداد القارئ بها قناعة وإدراكاً وتثبتاً، وليقف على صحة ما أقول.وإذا أدرك الإنسان هذه الأهداف وعمل وفقها، فإنه سيصل إلى أفضل سلوك ومستوى يليقان به ويتناسبان مع كرامته كإنسان استخلفه الله على وجه الأرض ليكون نائباً عن الله تعالى، يتحلى بالأخلاق الفاضلة التي خوطب بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقول الله تعالى: "وإنك لعلى خلق عظيم"، والتي من أجلها بعث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".وقد اشتمل الكتاب على تمهيد، وثلاثة أقسام، وخاتمة، وجريدة مراجع، وفهرست. أما التمهيد، فقد اشتمل على مفهوم أهداف التشريع الإسلامي لغة، وشرعاًن وبيان أن أهداف التشريع تنقسم إلى قسمين: أهداف عامة وأهداف خاصة، ثم بيان أن الأهداف إما أن تكون حقيقية وإما أن تكون عرفية، ثم بيان ضوابط أهداف التشريع الإسلامي وطرق إثباتها.وأما الأقسام فهي: القسم الأول: مصادر التشريع الإسلامي. القسم الثاني: الأهداف العامة للتشريع الإسلامي، وهي: تبليغ شريعة الله للناس كافة، نفوذ الشريعة الإسلامية، قوة الأمة وهيبتها، الإصلاح وإزالة الفساد، المساواة، الحرية، المساحة، الإيجابية والتوازن. القسم الثالث: الأهداف التي تخص أنظمة التشريع الإسلامي، وهي تتنوع إلى أهداف للشارع وأهداف للناس في تصرفاتهم، وقد اشتمل على ما يلي: أهداف العبادات، الأخلاق وأثرها، أهداف الأسرة ونظامها، هدف التربية الإسلامية، أهداف النظام السياسي، أهداف الحدود والقصاص والتعازير، أهداف الجهاد، أهداف النظام الاقتصادي في الإسلام.