يعدّ الفريق السير "جون باغوت غلوب" أو غلوب باشا من أهم الشخصيات العسكرية والسياسية البارزة في بريطانيا التي ارتبط تاريخها بتاريخ الأمة العربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وبدأت صلته بالشؤون العربية بوصوله إلى العراق في سنة 1920.وكان غلوب باشا يؤكد على الدوام أنه كان موالياً ومخلصاً للقضايا العربية وأنه ترك جانباً ولاءه...
قراءة الكل
يعدّ الفريق السير "جون باغوت غلوب" أو غلوب باشا من أهم الشخصيات العسكرية والسياسية البارزة في بريطانيا التي ارتبط تاريخها بتاريخ الأمة العربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وبدأت صلته بالشؤون العربية بوصوله إلى العراق في سنة 1920.وكان غلوب باشا يؤكد على الدوام أنه كان موالياً ومخلصاً للقضايا العربية وأنه ترك جانباً ولاءه لبريطانيا، ولكن العرب المعارضين له يرون أنه أثناء قيادته للجيش العربي في فلسطين لمقاومة الصهاينة في الحرب العربية الإسرائيلية كان يقوم بتنفيذ السياسة البريطانية التي كانت سبباً في قيام الكيان الصهيوني.عاش غلوب باشا ما يقرب من ثلاثة عقود من سني عمره في الصحارى العربية بين البدو والرُّحل وقد انجذب إلى الصحراء وهام في آفاقها وبقدر ما كان غلوب مخلصاً في عشقه للصحراء وحبه للبدو، بادله البدو هذا الشعور العاطفي فأحبوه وأخلصوا له وأطلقوا عليه ألقاباً محببة لهم إذ لقبوه زمن غزوات الإخوان "براعي البويضا".وفي هذا الكتاب "حرب في الصحراء" يستعرض المؤلف عبر مذكراته الشخصية أحداث فترة مهمة في التاريخ العربي هي الفترة الممتدة من 1920-1930 كما ويوثق حوادث البادية وحياة أبنائها وعاداتهم، مبرزاً التحركات السرية للاجئو الإخوان وممارساتهم الخاطئة ومدى انحرافهم عن الشريعة الإسلامية ومن ثم يتحدث عن الصراع الحدودي بين السعودية والعراق. ولا يخفي المؤلف في مذكراته مدى إعجابه بشخصية الملك عبد العزيز وعبقريته وحكمته في التعامل مع الأحداث السياسية الجسام بكل كفاءة واقتدار ويتناول ما اضطلعت به بريطانيا العظمى من دور في تلك الأحداث الجسام.واللافت في الكتاب بروز ملحق فوتوغرافي مصور لأبرز الشخصيات البدوية التي عاشها المؤلف خلال فترة تواجده في الصحراء بالإضافة إلى العديد من الصور الشخصية للمؤلف والملك عبد العزيز وغيره من آل سعود.كتاب "حرب في الصحراء" يستعرض أحداث فترة مهمة من تاريخنا العربي هي الفترة من 1920-1930، لا سيما أن المؤلف كان شاهد عصر على أحداث تلك الفترة، وله دور مهم في صنعها. فقد عاش ما يقرب من العقد من سني شبابه في الصحراء، يحاول فيها إخماد نار فتنة حركة "الإخوان" في نجد التي كادت أن تعرقل تأسيس الدولة الحديثة في الجزيرة العربية وهي المملكة العربية السعودية بقيادة الشخصية السياسية الفذة الملك عبد العزيز بن سعود.يرسم المؤلف صورة حية لحياة البادية، وعادات البدو الأصيلة، كالكرم والشهامة والشجاعة، وحياة التحرر والانطلاق في فضاءات الصحراء، وعادات الغزو القبلي. كذلك يتناول الممارسات الخاطئة لحركة "الإخوان" وانحرافها عن مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، ثم يتناول المشكلات الحدودية بين السعودية والعراق في عشرينيات القرن المنصرم.