يعد التقويم من أهم عناصرالمنظومة البيداغوجية، ومن المرتكزات الأساسية في العملية التعليمية- التعلمية ؛ لما له من علاقة وثيقة بالأهداف والكفايات المسطرة، علاوة علىكونه المعيار الحقيقي لتشخيص مواطن القوة والضعف في نظامنا البيداغوجي،وقياس تجاربنا الإصلاحية في مجال التربية والتعليم. وينضاف إلى ذلك، أن التقويم هو المعيار الحقيقي للتثب...
قراءة الكل
يعد التقويم من أهم عناصرالمنظومة البيداغوجية، ومن المرتكزات الأساسية في العملية التعليمية- التعلمية ؛ لما له من علاقة وثيقة بالأهداف والكفايات المسطرة، علاوة علىكونه المعيار الحقيقي لتشخيص مواطن القوة والضعف في نظامنا البيداغوجي،وقياس تجاربنا الإصلاحية في مجال التربية والتعليم. وينضاف إلى ذلك، أن التقويم هو المعيار الحقيقي للتثبت من نماء الكفايات الأساسية أو الكفايات المستعرضة، بل يمكن القول: إن التقويم هو آلية إجرائية فاعلة في المجال البيداغوجي؛ لأنه يقوم بوظائف عدة، مثل: التقدير، والتشخيص، والاستشراف، والانتقاء الاجتماعي. ومن ثم، لا يمكن للعملية الديداكتيكية أن تنفصل فيها المدخلات عن العمليات والمخرجات، فالعلاقة متينة بين التمفصلات الثلاثة. بمعنى أن الأهداف والكفايات لايمكن التحقق منها باعتبارها مدخلات إلا عبر المخرجات التقويمية، مرورا بالعمليات التي تتمثل في المحتويات، والطرائق البيداغوجية، والوسائل الديداكتيكية.إذا، ما هي دلالات التقويم الاصطلاحية والمفهومية؟ وما هي مرتكزاته ومكوناته وعناصره؟ وماهي أهدافه وأنواعه وآلياته؟ وكيف نستثمرنتائج التقويم بشكل إيجابي، فنستفيد منها نظريا وعمليا وميدانيا؟ تلكم هي الأسئلة التيسوف نرصدها بالتحليل في موضوعنا هذا.مفهوم التقويم:يعد التقويم من أهم عناصرالمنظومة البيداغوجية، ومن المرتكزات الأساسية في العملية التعليمية- التعلمية ؛ لما له من علاقة أساسية مع الأهداف والكفايات المسطرة، علاوة علىكونه المعيار الحقيقي لتشخيص مواطن القوة والضعف في نظامنا البيداغوجي، وأداة فاعلة للتثبت من نجاعة التجارب الإصلاحية في مجال التربية والتعليم.ومن المعلوم أيضا، أن التقييموالتقويم وجهان لعملة واحدة، لكن التقويم أعم من التقييم والقياس؛ لأنالتقويم هو الحكم على عمل أو شخص أو شيء أو حدث أو مهمة منجزة بإصدار حكمقيمة. أي: إن التقويم هو تثمين وتقييم المنجز أو الشخص المرصود، بعد إخضاعهلطرائق ومعايير دوسيمولوجية وقياسية ( الأسئلة، والاختبارات، والروائز، والفروض.،والامتحانات...). أما التقييم، فيحيل على القيمة أو التقدير، سواء العددي منه أمالمعنوي. ومن ثم، يكون القياس أول خطوة يبدأ بها المقوم للحكم على المنجز، مادام خاضعا للقياس الكمي والكيفي. وإذا كان التقويم بمعنى التقدير العدديوالمعنوي اعتمادا على معايير قياسية محددة، فإنه كذلك سيرورة نسقية تهدفإلى تحديد مدى تحقق الأهداف والكفايات لدى المتعلم عبر العمليةالديداكتيكية.هذا، وينصب التقويم على مدى تحكم المتعلم في مهارة ما، وتحديد درجة التحكم والإتقان. وليس المهم هو تقويم المعارف، بل تقويم الكفايات والقدرات المستضمرة لدى المتعلم. بمعنى التركيز على الكيف، وليس الكم. أي: تقويم مدى تحكم المتعلم في مهارات اكتساب الموارد، وحسن توظيفها. ومن ثم، فالهدف من بيداغوجيا الكفايات هو إعطاء معنى ما للتعلمات، مع تحويل المضامين والمحتويات إلى وضعيات ومشاكل مستعصية ومعقدة ومتنوعة ومركبة وجديدة. وينبني التقويم على طرح مجموعة من الأسئلة الجوهرية، مثل: لماذا نقوم؟ وماذا نقوم؟ ولمن نقوم؟ ومن يقوم؟ وماذا نقوم؟ ومتى نقوم؟ وأين نقوم؟ويعني هذا أن هذه الأسئلة تحيل على المقوم (المدرس، والمشرف، والتلميذ، والمكون، والمتعلم، والتكوين...)، أو على العمل المقوم (إنجازات المتعلم الكتابية والشفوية، والمعارف، والمهارات، والكفايات النوعية والمستعرضة...)، وتحديد الهدف من التقويم (تحديد أهداف إجرائية أو كفايات نمائية)، وطبيعة التقويم (تقويم ذاتي أو تقويم موضوعي، فروض، واختبارات، وروائز...)، وتبيان زمان التقويم ومكانه، ثم تبيان لمن يتم هذا التقويم (القطاع المسؤول عن التربية والتعليم، مستقبل التلميذ، التكوين، المتعلم...).