فلسطين أولاً... إسرائيل

كان الدكتور جمال حمدان عدوًا لدودًا للصهيونية، كما كانت قضية فلسطين هي قضيته الأولى وشغله الشاغل، بل كانت هي محور أفكاره وأبحاثه طوال سنوات عديدة. وقد صرح بأن الكارثة التي تعرضت لها فلسطين على يد الصهيونية الإسرائيلية هي سابقة ليس لها مثيل قط في تاريخ العالم الحديث، ولا العالم الإسلامي ولا العالم الثالث، وكان يرى أن الخطر الصهيوني لا يستهدف الأرض المقدسة في فلسطين فحسب، وأن تهديدها لا يقتصر على العالم العربي وحده، وإنما يمتد إلى العالم الإسلامي أيضًا وضمنًا. وهو الأمر الذي تسعى إليه إسرائيل وأسياءها في وقتنا الحاضر. وكان يندد بهذا وبما يحك لنا في الخفاء والعلن، ويقول: إن الصهيونيات اليوم هي أكبر خطر وتحدي يواجه العالم العربي، وأن تحرير فلسطين "هو" وحدة العالم العربي السياسية، وأن وحدة العالم العربي إنما "هي" فلسطين! وكان يرى أيضًا أن مصر تمر بأدق مراحل تاريخها، بعدما غرسوا لها في ظهرها "دولة إسرائيل"! وهيهات أن نشرح في هذا التقديم الموجز كل ما كتبه أو قلمه في هذا الصدد. فالكتاب الذي بين أيدينا يضم عددًا من المقالات التي نشرها أخي جمال وتناول فيها بالبحث والتأصيل العلمي- كعادته- عدة موضوعات حيوية تمس القضية الفلسطينية من كافة أبعادها.فكان ترتيبنا لها في هذا الكتاب كالتالي: أولًا: فلسطينيات... (قضية فلسطين والموقف العربي، العدد 65 من مجلة الكاتب، أغسطس 1966، قضية فلسطين ومحور الاستعمار والصهيونية، العدد 67 من مجلة الكاتب، أكتوبر 1966، حول الدعوة إلى نظرة جديدة إلى القضية الفلسطينية، العدد 85 من مجلة الكاتب، إبريل 1968، بين معركة الدعاية ومعركة الميدان، العدد 87 من مجلة الكاتب، يونيو 1968)، ثانيًا: إسرائيليات... (هيكل المجتمع الإسرائيلي، مجلة الفكر المعاصرة، العدد (6) أغسطس 1965، ليس اليهود من بني إسرائيل، مجلة الفكر المعاصر، العدد (24)، فبراير 1967، المعركة لم تنته.. بل بدأت، مجلة الفكر المعاصر، العدد (30)، أغسطس 1967).ونترك للقارئ الكريم أن يتأمل ما جاء بها، وأن يتمعن فيما ورد بها من أفكاره وآراء لا تبلى، التي هي جديرة بأن يقف عليها كل مصري بل وكل عربي غيور على قضية أمته.