(1789- 1793) ما يلفت النظر في هذه المسرحية أنه لا وجود لمؤلف واحد محدد، بل مجموعة الفرقة المسرحية" مسرح الشمس" وبما يشبه ما يمكن تسميته " تأليفا جماعيا". وهذه الفرقة المسرحية الفرنسية التي أسست في جامعة " السوربون" بباريس عام 1963م، تعمل بالأسلوب الجماعي بكل مفردات العمل المسرحي، بجوانبه الفنية والإدارية. وقد انتجت هذه الفرقة ضم...
قراءة الكل
(1789- 1793) ما يلفت النظر في هذه المسرحية أنه لا وجود لمؤلف واحد محدد، بل مجموعة الفرقة المسرحية" مسرح الشمس" وبما يشبه ما يمكن تسميته " تأليفا جماعيا". وهذه الفرقة المسرحية الفرنسية التي أسست في جامعة " السوربون" بباريس عام 1963م، تعمل بالأسلوب الجماعي بكل مفردات العمل المسرحي، بجوانبه الفنية والإدارية. وقد انتجت هذه الفرقة ضمن أسلوبها الطليعي في المسرح العديد من الأعمال، كان على رأسها مسرحية " 1789- 1793" التي نقدمها في هذا العدد. والتي يتضح من عنوانها، إنها تدور حول الثورة الفرنسية، وخاصة أحدث السنوات الأولى للثورة. كما أنها توظف أسلوب المسرح التسجيلي، وتناقش من خلاله جدلية العلاقة بين المسرح والتاريخ. نيكراسوف: ظل سارتر وفي جميع أعماله يعبر عن رؤاه الفلسفية أكثر من أن سجعل هاجسه فنيا أو دابيا، مع أستخدامه الأدب أو المسرح كوسيلة للتعبير عن أفكاره الوجودية. ولكنه بحق ظل شاهدا ازليا على روح عصره، واعتبرت أعماله" وثائق تاريخية" لتلك اقضايا التي أثارها في أعماله المسرحية مثل " الذباب" " وجلسة سرية" و " موتى بلا قبور" و " الأيدي القذرة" و " سجناء الطونا" و " المومس الفاضلة" . ومسرحية نيكراسوف ليست استثناء، فهي تحمل نفس السمات الفكرية المميزة لمسرح سارتر. وهي كشف لأساليب الحرب الباردة بين القوى العظمي، وخوف أوربا وأمريكا من الشبح الشيوعي وخاصة في مرحلة الخمسينيات من هذا القرن.