إن معرفة العبد لمستقبله الحقيقي أمر مفروض عليه، وذلك حتى يستعد له ويتهيأ، وإن الناس يخططون لدنياهم ومستقبلهم. وهي لا تعادل ساعة من نهار إذا ما قورنت بالحياة الحقيقية والمستقبل الحقيقي، فلهذا ينبغي للمؤمن الذكي أن يخطط للدنيا والآخرة، ولهذا قال رجل لسفيان الثوري. رحمه الله. أوصني. فقال سفيان: أعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وأعمل لل...
قراءة الكل
إن معرفة العبد لمستقبله الحقيقي أمر مفروض عليه، وذلك حتى يستعد له ويتهيأ، وإن الناس يخططون لدنياهم ومستقبلهم. وهي لا تعادل ساعة من نهار إذا ما قورنت بالحياة الحقيقية والمستقبل الحقيقي، فلهذا ينبغي للمؤمن الذكي أن يخطط للدنيا والآخرة، ولهذا قال رجل لسفيان الثوري. رحمه الله. أوصني. فقال سفيان: أعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وأعمل للآخرة بقدر دوامك فيها والسلام".فهذا هو منهج سلفنا - رضي الله عنهم - في التخطيط والاستعداد. ولقد حرصت على البساطة في الطرح دون تطويل حتى لا يمل القارئ، ويسهل عليه الحفظ، كما أنني استقيت الفوائد من النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ويمكن للقارئ إن أراد الزيادة أن يرجع إلى ذات المراجع المدونة في الصفحة الأولى من البحث، كما أنني اجتهدت في بيان المواقف الأخروية من خلال الرسم الهندسي ليتمكن القارئ من فهمها واستيعابها والتفكر فيها، وهذه من خير العبادات كما قال كعب: "من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكير .. يكن عالماً". وقال الحسن رحمه الله "تفكر ساعة خير من قيام ليلة". وإننا نسأل الله تعالى أن يرزقنا التفكير في أهوال الآخرة وأن نتخيل أنفسنا ونحن ننتقل من محطة لأخرى مبتدئين بالدنيا ومنتهين بالجنة فنكون من أهل هذا الهم. ولهذا أوصى المحاسبي تلميذه فقال له: "وزر القبر بهمك، وجل في الحشر بقلبك".