في "السائح والترجمان" مقاطع لا يمل القارئ ترديدها لما انطوت عليه من جمال السبك وحدة الفكر والعاطفة، ولعل أبرزها ما جاء على لسان "صوت الزمان" في وصف تماثيل بعلبك المهمشة، ووصف مخدع الحب، ووصف العمال المسخرين الذين لولاهم لما قام حجر فوق حجر في هياكل بعلبك، ثم في وصف الآلهة التي عبدها الإنسان فلم ينله من عبادتها إلا العبودية، وفي ...
قراءة الكل
في "السائح والترجمان" مقاطع لا يمل القارئ ترديدها لما انطوت عليه من جمال السبك وحدة الفكر والعاطفة، ولعل أبرزها ما جاء على لسان "صوت الزمان" في وصف تماثيل بعلبك المهمشة، ووصف مخدع الحب، ووصف العمال المسخرين الذين لولاهم لما قام حجر فوق حجر في هياكل بعلبك، ثم في وصف الآلهة التي عبدها الإنسان فلم ينله من عبادتها إلا العبودية، وفي وصف الهيكل الجديد الذي سيبنيه الإنسان المنعتق من إزدواجيته وما تخلفه من أوجاع وأوهام الخ.وفي الكتاب لفتات تباغت القارئ بالسعة التي تنقله من جوّ إلى جوّ دون اقل تمهيد. مثلما فيه لفتات تضنيه بكثافة رمزيتها؛ إلا أنها لا تعوقه في السير معك إلى النهاية التي تنشدها.