يعود اهتمامي بالفلسفة إلى نهاية دراستي الثانوية، ولقد واجه هذا الاهتمام مطلباً للدقة في المتصور وشجاعة عقلية أشعر أني أدين لها على الدوام. ولقد كان من عظيم سعادتي، بعد عدة سنوات، أن أدرس بمعية غابريل مارسيل على هامش السوربون: لقد تمثلت الدراسة، هذه المرة، في السبر الحر للأسئلة المحرجة، والتي تقف عند حدود التفكير والحياة المقترحة...
قراءة الكل
يعود اهتمامي بالفلسفة إلى نهاية دراستي الثانوية، ولقد واجه هذا الاهتمام مطلباً للدقة في المتصور وشجاعة عقلية أشعر أني أدين لها على الدوام. ولقد كان من عظيم سعادتي، بعد عدة سنوات، أن أدرس بمعية غابريل مارسيل على هامش السوربون: لقد تمثلت الدراسة، هذه المرة، في السبر الحر للأسئلة المحرجة، والتي تقف عند حدود التفكير والحياة المقترحة عليّ. وكان هنا لقائي الشخصي الثاني في مملكة الأفكار. ولقد تدربت في السنة نفسها على الأعمال التي نشرها هوسرل، والذي يعدّ المؤسس لتيار الظاهراتية، كما اطلعت على همه في الوصف السليم والدقيق للظواهر المادية. ويشكل هذا التأثير جزءاً من أعماق اعتقادي الدائم. ويمكن أن يضاف إلى هذا، في الوقت الذي كنت فيه سجيناً في ألمانيا بوصفي أسير حرب، تأثير كارل جاسبيرس الذي نجد توجهه الفلسفي مستودعاً في عمله الكبير المعنون "فلسفة". ولقد وجدت نفسي هكذا، مع خروج الحرب العالمية الثانية، معداً من أجل أداء مهنة وعمل شخصي، وذلك تحت توجيه ثلاثة أوصياءهم: غابريل مارسيل، وكارل جاسبيرس، وهوسرل.