في "يظنون" تقتحم الشاعرة بعفوية قروية نهرا جاريا لتخوض خريره وتحاكي فيه غمار النص، وتطوع لجام القصيدة، فتراها تنزع نحو رومانسية شفافة في حين، وتميل إلى غضب واقعي في حين آخر، وليس هذا لأنها تألف المتناقضات فحسب، بل لأن الطبيعة الكامنة فيها تحركها بتناقضاتها الجمة، بحرارة صيفها وعصف شتائها وشباب ربيعها، وذبول خريفها، بوعرات جبلها ...
قراءة الكل
في "يظنون" تقتحم الشاعرة بعفوية قروية نهرا جاريا لتخوض خريره وتحاكي فيه غمار النص، وتطوع لجام القصيدة، فتراها تنزع نحو رومانسية شفافة في حين، وتميل إلى غضب واقعي في حين آخر، وليس هذا لأنها تألف المتناقضات فحسب، بل لأن الطبيعة الكامنة فيها تحركها بتناقضاتها الجمة، بحرارة صيفها وعصف شتائها وشباب ربيعها، وذبول خريفها، بوعرات جبلها ومنبسطات سهولها، بهدوء بحرها وثورته.إنها شاعرة الطبيعة لجهتين، ففي المقلب الأول تسيطر مفردات الطبيعة على نصها، وتحكم تمايزاته وثنائياته بالعموم، وفي المقلب الثاني تسيطر الطبيعة على مناخات النص من حيث هي كينونة عامة، حاضنة لوجود إنساني مفعم يستمد منها عبق استمراره وحيوية انطلاقته الدائمة في سبيل التغيير.