لقد احتل موضوع التدريب في المؤسسات والمنظمات الحديثة موقعاً محورياً وأصبح يشكل العمود الفقري لأية مجهودات تبذلها هذه المؤسسات والمنظمات نحو التطوير والتحديث. ومما يجدر ذكره في هذا المجال أنه قد حدثت في العقود الأخيرة تطورات علمية وثقافية وتكنولوجية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، الأمر الذي حتم على المؤسسات والمنظمات مواك...
قراءة الكل
لقد احتل موضوع التدريب في المؤسسات والمنظمات الحديثة موقعاً محورياً وأصبح يشكل العمود الفقري لأية مجهودات تبذلها هذه المؤسسات والمنظمات نحو التطوير والتحديث. ومما يجدر ذكره في هذا المجال أنه قد حدثت في العقود الأخيرة تطورات علمية وثقافية وتكنولوجية بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، الأمر الذي حتم على المؤسسات والمنظمات مواكبة هذه التطورات والتجديدات وفرض عليها القيام بعملية مراجعة لسياساتها وأهدافها واستراتيجياتها وتقنياتها ونشاطاتها المتعلقة بالتدريب وذلك بهدف تمكين المتدربين من اكتساب الكفايات والمهارات التي تتطلبها أدوارهم الجديدة في مجتمع الثورة العلمية والتكنولوجية.ولعل الحقائب التدريبية من أكثر التقنيات التي يمكن توظيفها في المؤسسات التدريبية نظراً لما تتمتع به من كفاءة وفاعلية. يضاف إلى ذلك أن الحقائب التدريبية ترتكز على عدد من المبادئ الحديثة التي برهنت الدراسات المتعلقة بالتعلم الإنساني والبحوث المتصلة بتشكيل السلوك البشري على أهميتها. ومن المبادئ التي توظفها الحقيبة التدريبية مبدأ التدريب المفرد ومبدأ التدريب الذاتي حيث يقوم المتدرب بتدريب نفسه بنفسه وفق منهجية علمية منظمة تم تصميم الحقيبة التدريبية وفقها. كما يقوم المتدرب في البرنامج التدريبي الذي تتضمنه الحقيبة التدريبية وفق سرعته الخاصة ويختار الخبرات والنشاطات التي تتناسب مع قدراته واحتياجاته التدريبية، وبما يتفق مع طريقة وأسلوب التعلم لدى ذلك المتدرب. ونظراً لتنوع الخبرات والنشاطات التي تتضمنها الحقيبة التدريبية (مواد مطبوعة، أشرطة تلفازية، شرائح ناطقة، شفافيات، أدلة لاستخدام الحقيبة من قبل المتدرب والمدرب، ملصقات، مطويات... الخ) فإنها أخذت تحتل موقعها في مؤسسات التدريب الحديثة كوسيط متقدم للتدريب. ومما يجدر التنويه به هو أن عملية تصميم الحقيبة التدريبية عملية تتفق وفق منهجية علمية منظمة وأنها تخضع لمعايير فنية مقننة لا بد من الالتزام بها من قبل الخبراء الذين يعدون المادة العلمية للحقيبة التدريبية أو من قبل الفنيين الذين يصممون وينفذون البرامج والنشاطات والتقنيات التي تشتمل عليها الحقيبة التدريبية. ومن هنا تبرز أهمية هذه المعايير التي يجدر الالتزام بها عند إعداد الحقيبة التدريبية.ولهذا فقد جاء هذا الكتاب في ثمانية فصول لالقاء الضوء على كثير من الموضوعات المعاصرة التي تساعد المهتمين في تعميق مفاهيمهم الادارية فيما يتعلق بالحقائب التدريبية ، فقد تناول الفصل الأول موضوع مفهوم واهمية التدريب ودوافع ومزايا وفوائد ومبادئ التدريب وعلاقة التدريب والتنمية والتعليم وعناصر ومرتكزات العملية التدريبية ،أما الفصل الثاني فقد تناول موضوع فلسفة العملية التدريبية وتصميم عملية التدريب والنظام التدريبي وفق منحى النظم و مراحل العملية التدريبية وفعاليات العملية التدريبية ، اما الفصل الثالث فتناول مفهوم الحقيبة التدريبية وخصائصها ومميزاتها ومكونات ودليل إعداد الحقيبة التدريبية والية تقويم الحقيبة التدريبية ، اما الفصل الرابع فتناول موضوع تصميم الحقيبة التدريبية والعناصر المكونة للحقيبة التدريبية والاهداف الأدائية والاختبار القبلي والبعدي والوحدات النمطية للحقيبة ونموذج تصميمي لوحدة نمطية ، اما الفصل الخامس فتناول موضوع تصميم البرامج التدريبية وخطواتها وحالة دراسية لتنفيذ برنامج تدريبي، اما الفصل السادس فتناول موضوع الوسائل والمساعدات التدريبية وانواع التقنيات الحديثة في التدريب وانواع الوسائل والمساعدات التدريبية ، أما الفصل السابع فتناول موضوع تقويم البرامج التدريبية ومراحل وطرق عملية تقويم التدريب والعوامل المؤثرة في اختيار معايير تقويم التدريب ونماذج تقويم برنامج تدريبي ، اما الفصل الثامن تناول موضوع نموذج تطبيقي لحقيبة تدريبية حول التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الاداء المتوازن وتضمن كافة العناصر المتعلقة بالحقيبة التدريبية من الناحية العملية والآلية التي تتم بها .