كانوا هناك وسط أشجار الكافور العالية، الأشجار كثيفة الظلال تأخذ شكل مثلث على ضفة النهر. لا بد أنهم جاءوا في الليل، فلم يرهم أحد عند مجيئهم. لا شيء يدل على وجودهم غير مدفع بعجلتين خارج الأشجار فوهته مسددة إلى أعلى، وجندين على صهوتي جوادين يغلقان الكوبري المؤدي للبلدة.كان الصيادون العائدون في الفجر أول من رآهم. الهلاهيل التي يلبسو...
قراءة الكل
كانوا هناك وسط أشجار الكافور العالية، الأشجار كثيفة الظلال تأخذ شكل مثلث على ضفة النهر. لا بد أنهم جاءوا في الليل، فلم يرهم أحد عند مجيئهم. لا شيء يدل على وجودهم غير مدفع بعجلتين خارج الأشجار فوهته مسددة إلى أعلى، وجندين على صهوتي جوادين يغلقان الكوبري المؤدي للبلدة.كان الصيادون العائدون في الفجر أول من رآهم. الهلاهيل التي يلبسونها أثناء الخوض في البحيرة لا تزال مبتلة، وعلى ظهورهم الشباك ومقاطف السمك. مروا بالمدفع دون أن يلتفتوا إليه، وعندما صعدوا الطريق إلى الكوبري أوقفهم الجنديان. في البداية ظنوهما من جنود الدورية. كانوا أربعة. وقفوا صامتين في انتظار ما سيقوله الجنديان. غير أن الجنديين اندفعا بجواديهما نحوهم. تفرق الأربعة كالخراف الشاردة، وشهر كل من الجنديين عصاه وجمعاهم بين الجوادين، وأخذا يخزانهم بأطراف العصي. هرول الصيادون أمامهما مزمجرين، ولوا في تقهقرهم حتى بلغوا الأشجار فتوقفوا، وعندما رأوا إصرار الجنديين على ملاحقتهم اندفعوا وسط الأشجار.