مضت السنوات، آحادها وعشراتها ومئاتها وحتى ألفها، ولا زال صقر قريش ملء سمع الدنيا وبصرها، فهو واحد من أعظم الرجال في السياسة والحرب، وهو مؤسس دولة بقيت زمناً طويلاً رمزاً للحضارة العربية الإسلامية، وتلك هي بضع بقايا متناثرة فوق الأرض الأندلسية تشهد بما حققه العرب المسلمون من منجزات حضارية رائعة. وهذا الكتاب يتحدث عن عبد الرحمن ال...
قراءة الكل
مضت السنوات، آحادها وعشراتها ومئاتها وحتى ألفها، ولا زال صقر قريش ملء سمع الدنيا وبصرها، فهو واحد من أعظم الرجال في السياسة والحرب، وهو مؤسس دولة بقيت زمناً طويلاً رمزاً للحضارة العربية الإسلامية، وتلك هي بضع بقايا متناثرة فوق الأرض الأندلسية تشهد بما حققه العرب المسلمون من منجزات حضارية رائعة. وهذا الكتاب يتحدث عن عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش كواحد من مشاهير قادة الإسلام والذي مثلت حياته صورة اكتسبت أهميتها واكتسبت قيمتها لا من مجال الحرب فقط، وإنما في مجال السياسة الاستراتيجية، أو السياسة العليا، وفي مجال بناء الدولة وإقامة الحضارة، والإسهام في الاتصال العالمي.وأما لماذا جدّ الحديث عنه هذا البطل العربي فالإجابة بسيطة، فإن لنا في التاريخ دروس وتبقى لنا دروس الأندلس (أندلس العرب المسلمين) المحتفظة بكل دفئها وبكل حرارتها وبكل أهميتها على الرغم من كل تباعد جغرافي أو تقاوم زمني. ذلك أن عوامل الصراع لا زالت كما هي في الصراع الذي يعيشه العرب المسلمين بعد أكثر من ألف ومائتي عام. وتبقى قصة الأمير عبد الرحمن الداخل "صقر قريش" منارة مضيئة في عالم العرب المسلمين، إنها ليست مجرد سيرة قائد كبير، وإنما هي قصة رجل في أمة وحكاية أمة في رجل.