تعتبر معركة "عين جالوت" من أهم المعارك الحاسمة في التاريخ ولقد ارتبط ذكرها باسم قائدها "المظفر قطز" ولولا هذه المعركة ولولا انتصار هذا القائد الحاسم فيها لأغفل ذكره وتجاوزه دون اهتمام كبير بحياته القيادية. ومن هنا يظهر فضل "عين جالوت" على قائدها. ولكن هل كانت "عين جالوت" من صنع "المظفر قطز" إن ذلك الانتصار الحاسم للمسلمين لم يحد...
قراءة الكل
تعتبر معركة "عين جالوت" من أهم المعارك الحاسمة في التاريخ ولقد ارتبط ذكرها باسم قائدها "المظفر قطز" ولولا هذه المعركة ولولا انتصار هذا القائد الحاسم فيها لأغفل ذكره وتجاوزه دون اهتمام كبير بحياته القيادية. ومن هنا يظهر فضل "عين جالوت" على قائدها. ولكن هل كانت "عين جالوت" من صنع "المظفر قطز" إن ذلك الانتصار الحاسم للمسلمين لم يحدث إلا بعد أن عمل المسلمون على استنزاف قوة التتار في معارك متتالية، كما أن المقاومة السلبية التي جاءت من بعد المعركة، أو مجموعة المعارك الإيجابية، قد جعلت قوات التتار تسير في فراغ مما يساعد على مباغتتها وتدميرها. علاوة على أن فلول قوات العرب المسلمين التي انسحبت من وجه التتار بعد معاركها المتتالية انضمت إلى قوات مصر وكلها حماسة للجهاد في سبيل الله مما دعم من موقف "المظفر قطز" وزاد من قوته. ويظهر بوضوح أن النصر كان من نصيب المجاهدين الصابرين المحتسبين في سبيل الله، فهم الذين مهدوا للنصر الحاسم وهم كثيرون، ولو أغفلت أسماءهم كتب التاريخ.من هنا تظهر ضرورة الأخذ بمعركة "عين جالوت" في إطار الجهاد ضد القوى المشتركة (الفرنج والتتار) والتركيز على الوضع العام والوضع الخاص أكثر من التركيز على المعركة ذاتها، وهذا ما يبرز بدوره أيضاً أهمية هذه المعركة في الإطار التاريخي الذي أحاط بها. وإن ذلك لا ينتقص من دور القائد "المظفر قطز" بقدر ما يعطيه حقه، قدر المستطاع. وفي هذا الكتاب عرض لأحداث هذه المعركة يهدف استخلاص أهم الدروس وأكثرها فائدة مما ضمه التراث الخالد حيث يبقى معلم التاريخ من أصدق المعلمين للأجيال وأكثرهم صفاء وأخلاصاً وفي يدنا هذا تتعاظم الحاجة للتعلم من صفحات التاريخ، حيث تتعاظم الأخطار المحيطة بالأمة، حيث تجد في تشابه الظروف ما يعنيها على الخروج من المآزق التي تجابهها، والانتصار وعلى ذاتها وعلى غيرها، ذلك هو الهدف الكبير من دراسة التاريخ.