ليس بمقدور نزوع الهيمنة والاستعلاء في الغرب الرأسمالي وفي طليعته الولايات المتحدة الأمريكية العيش دون عدو، حقيقي أو وهمي. فبعد التخلص من "وحش الاشتراكية" أواسط الثمانينات وأطروحة نهاية التاريخ، ظهرت الحاجة لعدو جديد يشغل ساحة الصراع فكانت أطروحة صراع الحضارات التي عادت للحياة بعد استنفاد وحش الإرهاب -العدو الآخر- لفرصه لأن من يو...
قراءة الكل
ليس بمقدور نزوع الهيمنة والاستعلاء في الغرب الرأسمالي وفي طليعته الولايات المتحدة الأمريكية العيش دون عدو، حقيقي أو وهمي. فبعد التخلص من "وحش الاشتراكية" أواسط الثمانينات وأطروحة نهاية التاريخ، ظهرت الحاجة لعدو جديد يشغل ساحة الصراع فكانت أطروحة صراع الحضارات التي عادت للحياة بعد استنفاد وحش الإرهاب -العدو الآخر- لفرصه لأن من يواجهه يحارب بأسلحته ذاتها، فألبس لبوس الإسلام. وها هي طبول الحرب تقرع في مواجهة "عدو الحضارة" بالترويج لرسوم مسيئة تمس مشاعر المسلمين، وباستثمار غضبتهم واستنكارهم للبرهنة على "همجيتهم".في هذا الكتاب، نتلمس جذور فكر تاريخي استشراقي يغذي معرفياً أطروحة صراع الحضارات أو صراع الأديان.ولب هذا الكتاب مجموعة من ثلاث محاضرات ألقيت في معهد Institut fur die Wissenschaften vom Menschen في فيينا في أيلول/سبتمبر 1999 ونشرها المعهد بترجمة ألمانيا بعنوان: Kultur und Modernisierung im Naben Osten في العالم 2001. وتشكل محاضرات فيينا، التي أعيدت صياغتها وكتابتها، أساس الفصول الثلاثة الأولى. أما الفصول التالية، فتتضمن مقاطع من منشورات سابقة: مقالة نشرت في Revue de Metaphysique، 1995، وثلاثة مساهمات -الأولى في المؤتمر الدولي للعلوم التاريخية، مدريد (1992) والثانية والثالثة في ندوتين في ندوتين أقيمتا في ستراسبورغ (1980) وكاسل غاندولفو (1998). وقد نشرت في محاضر تلك الاجتماعات.