تجيء ترجمتنا هذه التي بين يديك- قارئنا- العزيز حصاد فكر, وجني جهد, وثمرة عناء ليس باليسير, ووفق ضوابط ومعايير حاكمة ليست بالهينة, ولا بالسهلة المأتى. ولقد وجه وحث الأستاذ أحمد خسرو- رحمه الله- كاتب المصحف الشريف وتلميذ الأستاذ بديع الزمان, وخليفته الأول؛ على ضرورة ترجمة رسائل النور, ليس إلى لغة واحدة وحسب, وإنما إلى اللغات الحية...
قراءة الكل
تجيء ترجمتنا هذه التي بين يديك- قارئنا- العزيز حصاد فكر, وجني جهد, وثمرة عناء ليس باليسير, ووفق ضوابط ومعايير حاكمة ليست بالهينة, ولا بالسهلة المأتى. ولقد وجه وحث الأستاذ أحمد خسرو- رحمه الله- كاتب المصحف الشريف وتلميذ الأستاذ بديع الزمان, وخليفته الأول؛ على ضرورة ترجمة رسائل النور, ليس إلى لغة واحدة وحسب, وإنما إلى اللغات الحية العديدة, وعلى رأسها لغة القرآن الكريم؛ لينتشر نورها ويعم نفعها.ولم يكن توجيه الأستاذ أحمد خسرو- رحمه الله- توجيهًا عاريًا عن الضابط, ولا خلوًا من المعيار, وإنما كان توجيهًا مبصرًا ودقيقًا. ومما أشار إليه ضرورة أن يقوم بترجمة الرسائل أتراك يجيدون اللغات المترجم إليها, ويكاتفهم ويؤازرهم في الآن ذاته آخرون ممن لهم كفل من التركية من أبناء تلك اللغات المزمع الترجمة إليها.ومن ثم؛ فقد انبرى لتلكم الترجمة التي نحن بصدد التقديم لها- على ضوء التوجيه السالف ذكره- نفر من بني جلدة رسائل النور, أولئكم الذين جاءت الرسائل بلسانهم, نفر فهموها وتدارسوها وسبروا أغوارها, فتعلموا لغة القرآن وبذلوا النفس والنفيس في سبيل إتقانها.