"النهر والموت" أهما وجها الكوكب السيابي؟ بينهما اتقد وانطفأ شهابه، بين قبرة "أم البروم": "رأيت قوافل الأحياء ترحل عن مفانيها" وبين بويب" أغابة من الدموع أنت أم نهر؟" والنهر والموت ثانية، أهما طريقاً لرحيل السيابي، ذهاباً وإياباً؟ بينهما كانت سنية محملة بعراق يولد، وعراق يموت، تعبر إلى غربة حيث لا حدّ ولا حدود. عانق الفرات في مسق...
قراءة الكل
"النهر والموت" أهما وجها الكوكب السيابي؟ بينهما اتقد وانطفأ شهابه، بين قبرة "أم البروم": "رأيت قوافل الأحياء ترحل عن مفانيها" وبين بويب" أغابة من الدموع أنت أم نهر؟" والنهر والموت ثانية، أهما طريقاً لرحيل السيابي، ذهاباً وإياباً؟ بينهما كانت سنية محملة بعراق يولد، وعراق يموت، تعبر إلى غربة حيث لا حدّ ولا حدود. عانق الفرات في مسقط رأسه "جيكور" وحلم بـ "دجلة" قبل أن يصل أو يرى بغداد المدينة ", وهل دجلة كما رأيت في المنام؟" كان كتب إلى صديق له.هو الصعود إذن مع النهر، في النهر، إلى النهر. ولكن العودة لم تكن شيئاً آخر إلى الجثة والقصيدة. لا بوصله، لا شراع ولا ذراع في الضفة التي حيث لا نهر.وهما النهر والموت ثالثة، هل أحل النصّ السيابي علينا من شرفتيهما المليئتين بالأسرار والأقمار والأشعار؟ فالنهر رويّ سيابي متعدد القافية، ينام معه في التفعيلة نفسها ويذوبان حقاً في بحر واحد: "بالنهر عاد إليك من أيد اللحود... لم يبق فيك سوى الزمان..." أي نهر هذا؟ وأي زمان هذا؟ أهو الفرات أهو الموت. وهل نهر لا يجري فى الزمان؟ أين رأى السياب وجهه نهرا؟ وكيف اختلطا؟ سارا معاً، اتحدى.