الجمال صفة تتصف بها الفطرة السوية التي فطرنا الله عليها وما من شيء في الكون إلا وينطق بالجمال، فسبحان الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه. وجمال الإنسان لا يكمن في جمال الخلقة ولكنه في جمال الروح والفكر والنفس السوية التي لا تتبع الهوى، وجمال الأخلاق والصفات والسلوك القويم أيضاً.والجمال لا يقصد به الجمال الخارجي فقط، بل الداخلي أيضاً و...
قراءة الكل
الجمال صفة تتصف بها الفطرة السوية التي فطرنا الله عليها وما من شيء في الكون إلا وينطق بالجمال، فسبحان الخالق الذي أحسن كل شيء خلقه. وجمال الإنسان لا يكمن في جمال الخلقة ولكنه في جمال الروح والفكر والنفس السوية التي لا تتبع الهوى، وجمال الأخلاق والصفات والسلوك القويم أيضاً.والجمال لا يقصد به الجمال الخارجي فقط، بل الداخلي أيضاً وهو الأهم فكم من خلقة جميلة المعالم ولكنها تتصرف وتتعامل مع الآخرين بطريقة تنفر منها حتى أقرب الأقربين. وكم من ملامح جذابة تخبئ وراءها نفوساً ضعيفة حاقدة تؤذي نفسها وتحرق كل من يتقرب إليها.والعكس صحيح، فربما تكون الملامح عادية لا تملك الجمال الأخاذ، ولكن سمو الأخلاق والترفع عن الصغائر والمعاملة الطيبة، والوجه البشوش والابتسامة الصافية تجعلها شخصية جميلة محبوبة، يتندر الجميع بجمالها وجاذبيتها، والجمال لم يكن مقصوراً على فئة بعينها أو جنس أو لون معين أو على بلد أو بقعة بذاتها، فما من إنسان رجلاً كان أو امرأة، صغيراً أو كبيراً، أسوداً كان أو أبيض، إلا ورزقه الله بمسحة جمال، فسبحان الله الحكم العدل.ولكن المرأة معنية بالجمال والتجميل منذ بدء الخليقة، وعناية المرأة بجمالها وعنايتها بالتجميل ليست وليدة العصر، ولكنها قديمة قدم التاريخ، ولعل أول من أهتم بإبراز جمال المرأة والعناية به هم قدماء المصريين.في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا "كيف تكونين جميلة؟" والذي يهدف إلى الوصول بالمرأة التي تحتل نصف المجتمع والمسؤولة عن تنشئة النصف الآخر إلى إبراز النواحي الجمالية لديها في أعضاء جسمها لكي تظهر في أجمل صورة وأبهى منظر، وإذا ما عدنا لمادة هذا الكتاب نجد أنها تحتوي على وصفات سهلة للمرأة تساعدها على العناية بنفسها وجمالها من خلال عناصر طبيعية متداولة في بيتها، وطرق سهلة التنفيذ لا تكلفها الكثير الجهد والوقت، وتوفير بعض المعلومات عن الممارسات اليومية غير المقصودة، نتيجة الفهم الخاطئ أو المعلومات غير المتوافرة والمغلوطة، والتي تؤدي إلى الإضرار بالبشرة وإصابتها بالجفاف والشحوب.وهكذا يبدأ الكتاب بتوضيح أهمية الغذاء المتوازن، كمفتاح للجمال والدعامة الأساسية للتمتع بالصحة والجمال، والتعرف على أهمية الفيتامينات والمعادن التي تساهم بدور مؤثر وحيوي في كيفية التمتع بجمال البشرة والجلد والشعر نعومتها، وتحديد المواد الغذائية التي تحتوي على هذه الفيتامينات.بعد ذلك يستعرض الكتاب مراحل نمو الشعر وكيفية غسله ودهنه، وطرق تغذيته والعناية به، والأمراض التي تصيبه، وكيفية علاجها، من ثم يتوقف عند العناية بالوجه والبشرة فيذكر العوامل التي تؤثر فيهما ووسائل تغذيتهما وحمايتهما، وتجميلهما، والمشاكل التي تتعرضان لها وأحدث طرق معالجتهما. كما ويتوقف عند مشاكل العينين، وما تصيبها من مشاكل كالتجاعيد وغيرها.ولما كانت اليدين من أكثر الأعضاء عملاً وحركة في الجسم، فقد توقف الكتاب عندها محدداً ما يجب القيام به للمحافظة على أيد جميلة، نظيفة، ناعمة، جذابة، وأظافر صحية خالية من التشوهات. ولا تقل القديم من الأهمية من حيث الاهتمام بها ورعايتها واتخاذ كل السبل راحتها وصحتها، حيث إن راحة الجسم كله تبدأ من القدم، ولما كانت أناقة المرأة في انسجام ما تلبسه من أشياء مع بعضها البعض من ناحية، ومع ماكياجها واكسسواراتها ومع طبيعة جسمها وشخصيتها من جهة أخرى، توقف الكتاب عند بعض هذه الموضوعات مقدماً العديد من النصائح والتي تساعد المرأة وتمتعها بجمال طبيعي.