قد يصل المرء إلى مفترق طرق يصبح مضطراً عنده لأن يختاو بينها، وبطل روايتنا في هذا الموقف لاينقصه العلم ولا التجربة، فقد قضى ردحاً من الزمن يجمع المعلومات ويحلل ويقارن، كما لاتنقصه الجرأة واتخاذ زمام المبادرة فقد تحدى الموروث واتخذ قرارات مصيرية أثرت في حياته برمتها، لكننا نراه رغم ذلك يقف حائراً متردداً، فكل الدلائل تشير إلى طريق...
قراءة الكل
قد يصل المرء إلى مفترق طرق يصبح مضطراً عنده لأن يختاو بينها، وبطل روايتنا في هذا الموقف لاينقصه العلم ولا التجربة، فقد قضى ردحاً من الزمن يجمع المعلومات ويحلل ويقارن، كما لاتنقصه الجرأة واتخاذ زمام المبادرة فقد تحدى الموروث واتخذ قرارات مصيرية أثرت في حياته برمتها، لكننا نراه رغم ذلك يقف حائراً متردداً، فكل الدلائل تشير إلى طريق وعر حف بالمكاره، وفي اتجاه يعاكس تماماً كل ما كان يتوقعه.كهولة قبل البلوغ - قصة حاخام شاب, شاب من هول ما اكتشفه من التحريفات التي طالت فرق وطوائف أهل الكتاب, ولكنه يظل محافظاً على إيمانه, واثقاً بأن الرب لا يترك الإنسان دون طريق لخلاصه, فراح ينقب في تاريخ الأديان وتشَكلها وتدوين أسفارها, ليصل إلى الخلاص الذي شوهه الأحبار والملوك والحكماء. إلا أن ذلك جعله يُتهم بالميل إلى الإسلام مراراً وتكراراً, وهو ما اعتبره ظلماً كبيراً لمنطقه وإقلالاً من شأنه؛ فقد تقبل بالكاد فكرة أن تكون الحقيقة التي غادرت اليهودية قد استقرت في أحد طوائف المسيحية باعتبار أن المسيحية نزلت بالأصل على بني إسرائيل, بل وكلما اصطدم بالإسلام أثناء بحثه عن الحقيقة, التفت عنه مستحضراً ما يعرفه عن شبهاته وحال معتنقيه. وبعد أن يفقد الأمل في العثور على ضالته يقرر أن ينتظر ماشيخ الرب المُخلص, وأن يموت على الحنيفية إن لم يدركه, ولكن الأمور تجري على عكس ما يشتهي, وتقوده الحقائق التي اكتشفها إلى غير ما خطط له.