"جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" رائعة الروائي الفلسطيني المعروف "أنور حامد" يستخدم فيها الروائي مقاربة فلسفية - تفكيكية للهم الفلسطيني حيث تشكل هذه الرواية إضافة جديدة متميزة ومحدثة للشكل الروائي الفلسطيني الذي كسر المألوف بطقوس جديدة متفردة بحدتها وشكلها المألوف.فمن خلال شخصية بطل الرواية "عامر" يتناول الروائي ما يدور في عالم الغرب...
قراءة الكل
"جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" رائعة الروائي الفلسطيني المعروف "أنور حامد" يستخدم فيها الروائي مقاربة فلسفية - تفكيكية للهم الفلسطيني حيث تشكل هذه الرواية إضافة جديدة متميزة ومحدثة للشكل الروائي الفلسطيني الذي كسر المألوف بطقوس جديدة متفردة بحدتها وشكلها المألوف.فمن خلال شخصية بطل الرواية "عامر" يتناول الروائي ما يدور في عالم الغربة من أحداث محاولاً في هذا العمل الكشف عن حالة الاغتراب المرة التي باتت تحتل مساحة شاسعة في العالم العربي، حيث تتناول أحداث الرواية حياة شاب يساري فلسطيني يهرب من إحباطاته السياسية إلى أحضان فتاة أوروبية شرقية في المجر وهي "أنَّا" والتي يجد في تماهيها مع النظام الاشتراكي في بلدها بودابست وبساطة موقفها من الحياة إجابة على بعض الأسئلة الحائرة التي تؤرقه حيث يبدأ معها حياة منسجمة وهادئة إلى أن تلوح في الأفق فتاة فرنسية من ماضيه السياسي الصاخب، فيضطرب المشهد من جديد، ويبدأ الصراع بين أقطاب الحب الثلاثة.يقول: "نعم، كنا هناك، في مقهى فرنسي في بودابست، رجل فلسطيني وامرأة فرنسية يستعيدان معاً ذكريات من عالم لم يعد موجوداً، يتحدثان الفرنسية، ولكنهما أحياناً يستخدمان شتيمة مجرية (...) ولكن ما هذا الذي يربطنا؟ صداقة؟ ومن أي نوع؟ من ذلك الذي لن أجده هنا. حين يغيب الآخر عنك لسنوات، تعيش حياتك ويعيش حياته، تمر بتجارب حب وفرح وحزن (...) ولكن يوماً، في باريس أو أمستردام، أو حتى في بودابست، أنت تسير في الشارع متوجهاً لقضاء شأن ما، ثم فجأة تراها على الناحية الأخرى من الشارع. تستيقظ روحك من إغفاءة طويلة: استيقظ، لقد انقضت السنين العشر! وهي تقف هناك (...)".مفاجآت كثيرة تنتظرنا وأحداثاً مشوقة عبّر عنها الروائي بروح الناقد الأدبي لنقرأ معه هذا العبث الملحمي الذي نعيشه في عصرنا الراهن، واقعاً، لا يمكن محاورته إلا بالذهاب إلى منطقة الحدود القصوى.