ثمة أبواب من الدين نحن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إليها، ومن هذه الأبواب باب الفتن التي لا يكاد يمر يوم من الأيام إلا وتطل علينا فتن كقطع الليل المظلم، لا سيما في الآونة الأخيرة وقد برزت في صورة واضحة في وقتٍ تداعت فيه الأمم على هذه الأمة المحمدية.ولا عاصم من هذه الفتن إلا بالرجوع إلى مصدر هذه الأمة التي يضيء لها طريقها، تلك ا...
قراءة الكل
ثمة أبواب من الدين نحن المسلمين اليوم في أمس الحاجة إليها، ومن هذه الأبواب باب الفتن التي لا يكاد يمر يوم من الأيام إلا وتطل علينا فتن كقطع الليل المظلم، لا سيما في الآونة الأخيرة وقد برزت في صورة واضحة في وقتٍ تداعت فيه الأمم على هذه الأمة المحمدية.ولا عاصم من هذه الفتن إلا بالرجوع إلى مصدر هذه الأمة التي يضيء لها طريقها، تلك المهمة التي اضطلع بها الدكتور إبراهيم بن عبد الله الدويش وقام بالدور المطلوب منه بإبراز أهمية وعينا بها وبخطورتها وأسبابها ودواعيها، وذلك باستخراج العواصم التي تحول دون وقوعها، أو تئدها في مهدها إن وقعت.لقد اجتهد المؤلف في استنباط عواصم يجب على المسلم أن يجعلها أساسًا ومرتكزًا له قبل وقوع الفتن، أو استفحال شرها وتطاير شررها، فهي عواصم تحمي المسلم - بإذن الله - من الوقوع في مستنقع الفتن، وضوابط تحدد منهج التعامل مع الفتن قبل وقوعها.ولا شك أن معرفة المسلم بهذه العواصم والضوابط تزيده بصيرةً وحنكةً، وتجعله حذرًا من الفتنة وإثارتها، وإشعال نارها، وتجعل بينه وبين الفتنة سدًّا منيعا، وهي وإن كان يجب على المسلم أن يجعلها حماية له حتى في أثناء الفتنة، ولكن لها الدور الكبير والأهمية البالغة في درء الفتن ووأدها في مهدها، وتجنيبها عن البلاد والعباد.