لسنا دعاة إلي التوفيق ولسنا دعاة إلي التلفيق، كما قد يقول البعض. إننا ندعو إلي إعمال الفكر والتساؤل شوقاً إلي الحقيقة لا نزعم مثل سوانا امتلاكها. وإننا وإن انتقدنا بشدة موقف الأصولي يقسم الأفعال البشرية إلي حرام بين وحلال بين، ويؤكد أن معاني القرآن واحدة لا تتعدد ردءاً للفرقة والاختلاف فإننا نرى أن هذا الموقف متلائم علي خطله وخط...
قراءة الكل
لسنا دعاة إلي التوفيق ولسنا دعاة إلي التلفيق، كما قد يقول البعض. إننا ندعو إلي إعمال الفكر والتساؤل شوقاً إلي الحقيقة لا نزعم مثل سوانا امتلاكها. وإننا وإن انتقدنا بشدة موقف الأصولي يقسم الأفعال البشرية إلي حرام بين وحلال بين، ويؤكد أن معاني القرآن واحدة لا تتعدد ردءاً للفرقة والاختلاف فإننا نرى أن هذا الموقف متلائم علي خطله وخطورته مع المنظومة الأصولية المنغلقة التي تقر بأحدية الحقيقة وتعتقد امتلاكها. أما موقف المعادى للدين فهو مثير للاستغراب، إذ أن كلامه المتهجم علي الدين يضمر خلطاً واضحاً بين معنى القرآن الأصلي الذي لا يعرفه أحد من جهة وتأويلات الفقهاء والمفسرين من جهة ثانية. وبذلك لا يعدو موقف من يعادى الدين مطلقاً أن يكون معبراً عن أصولية أخرى وانغلاق أشد.إننا في هذا الكتاب أبعد ما يكون عن الأصولية في وجهيها الديني والحداثي، ذلك أننا لا نريد تقديم أجوبة جاهزة نهائية وننتمي إلي السؤال قبل الجواب والحيرة قبل الاطمئنان. إننا نود أن نرمي حجراً فكرياً فيما ركد واستقر من قراءات بشرية غدت بفعل الزمان مسلمات مقدسة لا تقبل النقاش ولا تستدعي التحقيق، ولا شك أن الفكر الراكد في حاجة إلي من يحاوره ويحركه ويناقشه حتي لا يتحول إلي آسن عفن يهدد الفكر الحر الحديث ومكتسبات حقوق الإنسان.