نقطة الانطلاق بالنسبة لي أنني مواطن يؤمن بأن الإنسان يصل إلى هذا العالم عارياً وأخرس لأن الله يعرف أنه لا يحتاج إلى عمامة أو قبعة مزينة بالريش ولا يحتاج أيضاً إلى أن يتكلم لغة خاصة أو يميز نفسه بعلامة تجارية مثل علبة السردين.ذلك كله-بالنسبة لي-مجرد حل اجتماعي تتبناه الجماعات المختلفة-من الناس والقرود والنمل وعجول البحر-على السوا...
قراءة الكل
نقطة الانطلاق بالنسبة لي أنني مواطن يؤمن بأن الإنسان يصل إلى هذا العالم عارياً وأخرس لأن الله يعرف أنه لا يحتاج إلى عمامة أو قبعة مزينة بالريش ولا يحتاج أيضاً إلى أن يتكلم لغة خاصة أو يميز نفسه بعلامة تجارية مثل علبة السردين.ذلك كله-بالنسبة لي-مجرد حل اجتماعي تتبناه الجماعات المختلفة-من الناس والقرود والنمل وعجول البحر-على السواء لكي تدبر أمر بقائها في أفضل صيغة ممكنة، فالجماعة تضع علامتها فوق الإنسان كما تضعها فوق الماشية، وكما تضعها أيضاً على حدودها الإقليمية لكي تصون وحدتها من جهة، وتتجنب الفوضى العامة من جهة أخرى. وأنا لا أقول هنا إن هذا الحل الجماعي خطأ أو صواب فالأمر في الواقع لا يتوقف على نوع العلامة التي تحملها البقرة فوق جلدها، بل يتوقف بالضبط على ما تعطيه البقرة من الحليب. وإذا كانت الحضارة تتورط أحياناً في لعبة المفاضلة بين علامة معينة وبين بقية العلامات، مثل مزاعم الرجل الأبيض تجاه الرجال السوط، فإن ذلك عادة مجرد دعاية تجارية، وهو-دائماً-هراء عنصري.