لم يتنكّر الفيلسوف زينون قطّ لأصوله الفينيقيّة. في أثينا حيث أنشا مدرسة الرواقيّين، يروي لتلميذه أبولونيوس مأساة والدته إليسا من صور. رافقت المرأة الشابة عمّها في رحلة طويلة أتاحت لها اكتشاف المراكز التجاريّة التي أقامها الفينيقيّون على ضفاف المتوسّط. لدى عودتها تجد إليسا مدينتها صور محاصرة من جيوش الإسكندر الكبير الذي كان يطمح ...
قراءة الكل
لم يتنكّر الفيلسوف زينون قطّ لأصوله الفينيقيّة. في أثينا حيث أنشا مدرسة الرواقيّين، يروي لتلميذه أبولونيوس مأساة والدته إليسا من صور. رافقت المرأة الشابة عمّها في رحلة طويلة أتاحت لها اكتشاف المراكز التجاريّة التي أقامها الفينيقيّون على ضفاف المتوسّط. لدى عودتها تجد إليسا مدينتها صور محاصرة من جيوش الإسكندر الكبير الذي كان يطمح إلى احتلال كلّ مرافئ فينيقيا. لكنّ أبناء صور هبّوا للدفاع عن مدينتهم مقاومين الاحتلال ومبتدعين كلّ الخطط الحربيّة للتغلّب على عدوّهم، وظّلوا يواجهونه طيلة سبعة أشهر بعناد وبسالة.من خلال تقاطع روايتي المحاصِر والمحاصَر للأحداث، يصوّر لنا إسكندر نجار رؤية مزدوجة لحصار صور الذي يصبح رمزاً للبنان، البلد المقهور المتمسّك بحريّته....."«حصار صور» لاسكندر نجّار هي رواية حصار بيروت وصيدا وكلّ مدينة لبنانيّة لم تنقص أهلها العزيمة ولا القدرة الهائلة على الصمود، إنما نقصتهم القدرة على التعاون وعلى التكاتف وعلى الخروج من المأزق شعباً واحداً لحضارة واحدة. انها رواية مدينة أرهقَت أسوارُها أعظم أسطولٍ في زمنها، ولكنّها سقطَت أمام رياح الفتنة والانشقاق." كاتيا الطويل، جريدة الحياة