ستوحش بعض الناس عندما يسمع الحديث عن عالم الغيب كالمعجزات والكرامات والملائكة والجن والجنة والنار... ويعزونها إلى الأساطير القديمة والخرافات البالية التي كانت تتناسب مع عقلية الجيل القديم، ويعتبرها مخالفة لمنطق العقل، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تتبعهم وبحثهم عن الغيب سواء من ناحية الدين أو العلم الحديث و "الناس أعداء ما جهلوا"، ...
قراءة الكل
ستوحش بعض الناس عندما يسمع الحديث عن عالم الغيب كالمعجزات والكرامات والملائكة والجن والجنة والنار... ويعزونها إلى الأساطير القديمة والخرافات البالية التي كانت تتناسب مع عقلية الجيل القديم، ويعتبرها مخالفة لمنطق العقل، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تتبعهم وبحثهم عن الغيب سواء من ناحية الدين أو العلم الحديث و "الناس أعداء ما جهلوا"، أو إلى رغبتهم في إظهار أنفسهم بمظهر الحضاريين الذين يرفضون كل الأفكار القديمة مع الانطباع الخاطئ عن قصص الغيب التي سمعوها من الآباء والأمهات.ولو سئلوا عن علة استيحاشهم ورفضهم الأحاديث عالم الغيب، وعن تعليلهم العلمي لها لسكتوا واكتفوا بالاستهزاء والابتسامة بسخرية إذ ليس في جعبتهم أي دليل على إنكار عالم الغيب سوى التشكيك فيها لا تستطيع عقولهم فهمه واستيعابه وهذه هي حال الإنسان عبر العصور فهو يرفض كل ما هو جديد وغير مألوف، بل وينسب قائله إلى الجنون وعدم التعقل والسحر والشعوذة والرجعية.والهدف من هذا الكتاب هو تسليط الضوء على أهم الأمور التي تتحدث عن عالم الغيب من الناحية العلمية بحيث يمكن للإنسان أن يتصل من خلالها به، ولزيادة الاطمئنان عند القارئ فقد تمت فيه المقارنة بين بعض النصوص الدينية والعلم الحديث الذي أقر مؤخراً بعالم الغيب. هذا وقد قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول وخاتمة في الفصل الأول تم تناول موضوع الإيمان بالغيب غير العصور وآثاره وتقسيمه إلى المطلق والنسبي، كما وتم تناول موضوع فلسفة الإدراك عند البشر والأدوات التي بواسطتها يدرك الإنسان حقائق الأشياء ثم تحدث عن الروح وإمكانية إدراكها للغيب.أما الفصل الثاني فخصص للبحث في عالم الغيب "الوحي الإلهام، الرؤيا، الجفر، علم النجوم، الاستخار". وأفرد الفصل الثالث لتناول بعض عوالم الغيب كعالمي الذر والميثاق كما وتم فيه التطرق إلى خلق الأرواح وعلة تنزيلها وختام الكتاب بتناول الحديث المنسوب إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي يذكر نور نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وما خلق منه.