إن طموح الإدارة كبير ومتنامي في عالم الأعمال، ولا يمكن أن يتوقف عند حد معين أو أن توقف نموه ظروف قاهرة، والإداري يفكر دائماً بالعقلية الإستراتيجية التي تجعله باستمرار يتجاوز الصعاب مهما تعاظمت.. ولبلوغ الأهداف المنشودة وتذليل الصعاب والعقبات المتوقعة توجه الفكر الإداري للاهتمام بالموارد البشرية، كونها الثروة الإدارية التي لا تنض...
قراءة الكل
إن طموح الإدارة كبير ومتنامي في عالم الأعمال، ولا يمكن أن يتوقف عند حد معين أو أن توقف نموه ظروف قاهرة، والإداري يفكر دائماً بالعقلية الإستراتيجية التي تجعله باستمرار يتجاوز الصعاب مهما تعاظمت.. ولبلوغ الأهداف المنشودة وتذليل الصعاب والعقبات المتوقعة توجه الفكر الإداري للاهتمام بالموارد البشرية، كونها الثروة الإدارية التي لا تنضب، فأولاها كل الاهتمام والدراسة والرعاية.ومع تطور الفكر الإداري الحديث في القرن الحادي والعشرين وبلوغ التكنولوجيا أوجها في الإبداع لمحاولة التقليل من الاعتماد على الجهد البشري، إلا أن الإنسان يبقى دوماً هو هدف الإدارة ووسيلتها، وبقي الفرد في منظمات الأعمال هو عماد البناء والمنافسة، لذلك تستمر القناعة وتزداد بأن الاهتمام بالفرد العامل في المنظمة سواءً أكان مديراً أو موظفاً بسيطاً، رئيساً أو مرؤوساً، هو مفتاح النجاح وبلوغ الأهداف المنشودة، فتكرست الدراسات وتعدد الباحثون والمهتمون، وازداد الكتاب والمؤلفون وكلهم يتجهون لدراسة الموارد البشرية والقوى العاملة عموماً محاولين فهمها وتنميتها وتأهيلها بالشكل الأنسب، وربط العلاقات فيما بينها وتسهيل تواصلها، وتحفيزها بعد تقويم أدائها، كل ذلك من أجل استغلال طاقاتها الاستغلال الأمثل، كون الإدارة الواعية والنشطة تلك التي تستطيع فهم وتطويع الموارد البشرية بالشكل الذي يلبي احتياجاتها وطموحاتها الآنية والمستقبلية.كما أن تحقيق النمو والتوسع في بيئة الأعمال هذه الأيام الذي تتضاءل فيه الفواصل والحدود المكانية –وقد تحول بحق العالم كله إلى قرية صغيرة– فرض تحديات جديدة على عالم الإدارة، ومن أهم تلك التحديات هي فهم الموارد البشرية المتاحة وتنميتها تمهيداً لزجّها – شئنا أم أبينا – في عالم المنافسة المفروضة على منظمات الأعمال، كما أننا نؤمن أيضاً أن كافة أوجه إدارة الموارد البشرية بما فيها كيفية التعامل مع البيئة يمكن أن تساعد المنظمات في مواجهة تحديدات المنافسة، لإيجاد مكان لمنظمتنا – في هذا العالم المنظماتي – يمكن أن يضمن لنا موطئ قدم لا تتجاذبه رياح المنافسة العاتية، إذا أحسنا فهم واستغلال مواردنا البشرية التي تعتبر اليوم أهم مورد لمنظمات الأعمال.إن التخصص هو سمة ظاهرة من سمات العصر الراهن وقد نادى بها الإداريون قبل غيرهم، ولتطبيق ذلك كان تخصص الدارسين في علم إدارة الموارد البشرية أو إدارة الأفراد مطلباً مهماً لتطوير الإدارة، واليوم نكاد لا نجد منظمة أو شركة أو ميداناً تمارس فيه الأعمال إلا وتجد إدارة متخصصة فيه لرعاية شؤون العاملين تسمى بمسميات مختلفة أحياناً لكنها تقوم بنفس الأداء من رعاية وعناية بالعاملين من حين دخولهم للمنظمات عند بداية عملهم بها إلى يوم خروجهم من المنظمة وبلوغهم سن التقاعد بل وبعده. وقد أصبح لزاماً على المختصين بالموارد البشرية الإلمام بالأصول العلمية لتنظيم القوى العاملة وكيفية التعامل معها.والكتاب الذي بين أيديكم يحاول أن يساهم في وضع الأسس العلمية لكيفية التعامل مع الموارد البشرية في منظمات الأعمال، ليرسم الوسائل والأساليب الكفيلة بحسن التعامل معها واستغلالها الاستغلال الأمثل، وبيان كيفية أدائها وتنميتها وتطويرها.