مغازلجي في JBR

إذا كان لكل مسمى من اسمه نصيب، فإن اختيار "وليد أسامة خليل" "مغازلجي في JBR" عنواناً لعمله الروائي لا يند عن هذا المعنى، وهو بهذا يخطو نحو تأسيس بنية خطابية ترفع الرقابة عن القلم، وتدع الكلمات والعبارات تجول خارج التابوهات الكثيرة التي يقيمها الفن الروائي عادة، إن كان من حيث الحبكة، أو سرديات الحكاية، أو الخطاب الموجه فنراه يرصد شبكة من العلاقات الاجتماعية لجيل الشباب، باحثاً عن اهتماماتهم ومسلطاً الضوء على سلوكياتهم، ومتوغلاً أكثر إلى نظرة كلٌّ منهم إلى الشريك سواء أكان رجلاً أم امرأة في مسائل هامة كالحب، الزواج، الطلاق، الخيانة، الوفاء، فجاءت الرواية مفعمة بالحوارات العميقة، وبالمفارقات التي تذهب بعيداً في تفاصيل الأيديولوجيا السائدة في المجتمع العربي معرّية القشرة الخارجية للنفس البشرية وتناقضاتها رغم ما تدّعيه من معرفة ورقيّ وتحضّر؛ فالمغازلة أصبحت لغة العصر بين جيل الشباب يجيدونها أكثر من أي شيء آخر، فهل هو الفراغ، أم نقص الوعي، أم ما تُطلقه الفضائيات ووسائل الاتصال من طرق حديثة للحب والزواج والارتباط، أم هو خلل في السياسات التربوية والاجتماعية، وفي هكذا حال على مَن تقع المسؤولية؟وبالانتقال من التعميم إلى التخصيص يصف لنا "وليد أسامة خليل" المغازلجي فيقول: "حين يبدأ الرجل المغازلجي بمغازلة فتاة فهو يحدد الفئة التي تنتمي إليها بإحساسه ويعاملها على هذا الأساس وقد تستمر هذه المغازلة لأيام أو أسابيع حتى ينجح المغازلجي بإنشاء علاقة مع هذه الفتاة يتخلّلها حب وعشق ورغبة جنسية مخيفة، وبعد فترة من هذه العلاقة يأتي الوقت الحقيقي لنزع الأقنعة ومعرفة النهاية المترتبة عليها... (النجاح أو الخداع)، نجاح في نهاية رومانسية، أو خداع للوصول إلى غاية مؤقتة ثم الهجران.هذه الرواية حصلت لأحد قرائي الذي سلمها لي من مذكراته، ولكن تمّ تغيير الأسماء وإضافة بعض المشاهد وتمّ تبديل طفيف لبعض الجمل والكلمات لتخفي الشخصيات المحيطة بها فتصبح بعض الأحداث مختلطة بالواقع والخيال".وبعد، "مغازلجي في JBR" رواية شاملة، متعددة الرؤى والأصوات، مركبة فنياً بطريقة تدعو القارئ للمشاركة في الرأي، بل أكثر من ذلك إعادة بناء الحياة.