"إن الدين الإسلامي بتعاليمه ومثُله عالج الروح والجسم معاً، فلا رهبانية محضة، ولا مادية قاتلة، وإنما أعطى لكل حقه.."، "إن الطب ومسائله وما يرتبط به، كسائر العلوم من الفقه والفلك وغيرهما، من الأمور الواسعة جداً، ففيه معرفة طبائع الأشياء وسائر خصوصيات بدن الإنسان، داء ودواء، وقد تطرق الإسلام في كثير من نصوصه إلى عموماته والعديد من ...
قراءة الكل
"إن الدين الإسلامي بتعاليمه ومثُله عالج الروح والجسم معاً، فلا رهبانية محضة، ولا مادية قاتلة، وإنما أعطى لكل حقه.."، "إن الطب ومسائله وما يرتبط به، كسائر العلوم من الفقه والفلك وغيرهما، من الأمور الواسعة جداً، ففيه معرفة طبائع الأشياء وسائر خصوصيات بدن الإنسان، داء ودواء، وقد تطرق الإسلام في كثير من نصوصه إلى عموماته والعديد من جزئياته".في هذا الكتاب للإمام الشيرازي الذي اشتهر "بالعلم والتقوى والعمل الصالح والجهاد في سبيل الله.."، موسوعة استدلالية في الفقه الإسلامي من الآداب الطبية، وتبدأ بمواضيع عامة حول جسم الإنسان، وهيكله العظمي وغدده العرقية وغيرها، لتدخل في فصول محددة ومتعددة، عن استحباب استخدام الحجامة، وهي ما يُعرف "بكاسات الهواء" وآدابها، فهي وقاية وعلاج، وذات فوائد جمة، فيبرز الدعاء عند الحجامة وأيامها المناسبة وغيرها.ينتقل في الفصل الثاني إلى استحباب الحمّام وآدابه وأحكامه وأصوله وكيفية ممارسته، ويعرض لغسل الرأس بالخطمي وبورق السدر، ويتطرق أيضاً إلى النورة وآدابها. يفنّد للخضاب بالحنّاء وآدابه فصلاً خاصاً، يتبعه بفصل عن استحباب الاكتحال وفوائده، وفصل آخر مطّول عن الشعر وتسريح الرأس وحلقه وعن اللحية وآدابها وكراهة تطويلها، كما يتحدث عن قص الشارب وتقليم الأظافر وغيرها. استحباب الطيب وفوائد استعماله واستحباب البخور والتجمير واستعمال ماء الورد، أيضاً يخصّه بفصل، كما يخصّ التدهين واستحباب السواك وآدابه بفصلين آخرين. في فصل يسهب فيه بالمعلومات القيمة، ثمة حديث عن مختلف أنواع الأطعمة والأشربة النافعة، وعن آداب الطعام والمائدة، ويخصص فصلا للفاكهة فيعددها ويعدد فوائدها وأهميتها الغذائية، وفصلاً آخر للخضروات بجميع أنواعها وأحجامها وفوائدها. بعد ذلك يبدأ بإسداء النصح الطبية وبنبذة مما ينبغي التداوي به لجميع الأوجاع والعوارض المرضية، وللدغ الحيوانات السامة. يعود للحديث عن الأمور العامة في الطب والعلاج وأنواع الطبّ والعلاقة مع الطبيب وغيرها، ليقدّم في النهاية فصلاً عن تعاليم صحية عامة وآداب لصحة الجسد كالسباحة والصوم والصلاة والوضوء وما إلى ذلك من معلومات تفيد القارئ وتنير له درب الصحة الجسدية والنفسية.في الفصلين الأخيرين يبحث الإمام في حالة المريض وآداب التعامل معه وفي كيفية المعالجة والمداواة، ويدخل في كيفية التعامل مع التفاصيل المحيطة به، ويشدد أن الوقاية خير من العلاج، ويشرح بعضاً من الآداب الوقائية. كما يبحث في العلاقة مع الطبيب وأهمية كسبه ومراجعته.