يجتهد هذا الكتاب محاولاً استعراض بعض الموضوعات المهمة في مجال التنمية الحضرية، التي تعكس في مجملها التداعيات السلبية للتضخم الحضري في المجتمع المصري المعاصر. وتنهض فصول هذا الكتاب في الأساس على مجموعة أوراق بحثية ودراسات تطبيقية قمت بإعدادها على مدى زمن طويل، هو زمن اهتمامي بالمشكلات الحضرية وخاصة النمو العشوائي وما يرتبط به من ...
قراءة الكل
يجتهد هذا الكتاب محاولاً استعراض بعض الموضوعات المهمة في مجال التنمية الحضرية، التي تعكس في مجملها التداعيات السلبية للتضخم الحضري في المجتمع المصري المعاصر. وتنهض فصول هذا الكتاب في الأساس على مجموعة أوراق بحثية ودراسات تطبيقية قمت بإعدادها على مدى زمن طويل، هو زمن اهتمامي بالمشكلات الحضرية وخاصة النمو العشوائي وما يرتبط به من مظاهر سلبية: كالتدهور البيئي، وانخفاض مستوى المسكن، والفقر، والإحساس بالحرمان الاجتماعي.وقد قدرت أن تجميع هذه الدراسات في شكل كتاب قد ييسر لدائرة أوسع من المهتمين بهذا المجال ومن الباحثين والطلاب الاطلاع عليها بسهولة ويسر.وقد استلزم هذا التصور الجديد البدء بتقديم عام يعرض لموضوع علم الاجتماع الحضري واتجاهاته ومناهجه، مما يساعد على فهم الإطار العام لواحد من أهم فروع العلم الاجتماعي وتطبيقاته. وكان قد قام بترجمة هذين الفصلين أستاذي وأستاذ الكثيرين غيري الأستاذ الدكتور محمد الجوهري. وقد سبق نشرهما في كتاب "دراسات في علم الاجتماع الحضري" الذي صدر في طبعته الأولى عام 1994.وقد رأيت أن أقوم بعد ذلك باستعراض بعض قضايا التنمية الحضرية في إطار التنمية البشرية لما لهما من ارتباط وثيق. وعلى هذا أفردت فصلاً يعرض لخصوصية التجربة العربية في التنمية الاجتماعية، وفصلاً آخر عن الانعكاسات الاجتماعية لسياسات الإصلاح الاقتصادي. وقد فضلت أن أختم هذا الباب باستعراض للمقاييس والنتائج العامة لدراسة نوعية الحياة في مدينة القاهرة، وهو مجال حاز أيضاً على اهتمامي لفترة زمنية ليست بالقصيرة.وفي إطار اهتمامي بقضايا الفقر في إطار قطاع الاقتصاد غير الرسمي بوصفه واحداً من المظاهر المصاحبة للنمو العشوائي في مدينة القاهرة، رأيت أن أخصص الباب الثالث لاستعراض مدخل سبل المعيشة المستدامة كمدخل كلي Comprehensive للتخفيف من حدة الفقر. وقد خصصت الفصل الأول من هذا الباب للتعريف بالمدخل وأهم مكوناته ومنهجيته. وقدمت في الفصل الثاني نموذجاً لتطبيق المدخل في الحضر المصري الفقير. واُختتم الباب بفصل مستقل ركزت فيه على الجوانب المنهجية المستخدمة في التطبيق الميداني للمدخل.أما الباب الرابع والأخير فقد ركز على بعض أهم تداعيات التضخم الحضري كالنمو العشوائي، وتضخم التجمعات العشوائية، والإحساس بالحرمان الاجتماعي، والأبعاد الاجتماعية للزحام. وفي الفصل الخامس قدمت محاولة لتحديد مفهوم الاستدامة الاجتماعية في مجال التنمية الحضرية وقياسها. وفصول هذا الباب أيضاً كانت في الأصل أوراقاً قمت بتقديمها في مناسبات علمية مختلفة، فيما عدا الفصل الرابع، فهو من تأليف الأستاذ الدكتور محمد الجوهري وسبق له نشرها في كتاب "دراسات في الأنثروبولوجيا الحضرية" الصادر عام 1994.