لبحتري شاعر فريد في عصر وهو القرن الثالث الهجري، فريد في طيفه وخياله، ووحيد في عصره وفي وصفه، كان نقي اللفظ سلس العبارة، عذب الأسلوب، أراد أن يشعر فغنى، فجاء شعره مثل سلاسل الذهب وعروقه، إن تقلدته زينك، وإن نظرت إليه أراحك، وإن تلمسته أسعدك، وإن تذوقته أغناك عن غيره، وإن غصت فيه آنسك وأسرّك.ودراستنا هذه التي نقلب صفحاتها تناولت ...
قراءة الكل
لبحتري شاعر فريد في عصر وهو القرن الثالث الهجري، فريد في طيفه وخياله، ووحيد في عصره وفي وصفه، كان نقي اللفظ سلس العبارة، عذب الأسلوب، أراد أن يشعر فغنى، فجاء شعره مثل سلاسل الذهب وعروقه، إن تقلدته زينك، وإن نظرت إليه أراحك، وإن تلمسته أسعدك، وإن تذوقته أغناك عن غيره، وإن غصت فيه آنسك وأسرّك.ودراستنا هذه التي نقلب صفحاتها تناولت حياته (اسمه ولقبه وكنيته وولادته ووفاته، ورحلته إلى كل من: حلب وحمص وبغداد)، واتصاله بالخلفاء والوزراء والقواد. وأبرزت صفاته وأخلاقه، وثقافته، وأهم العوامل المؤثرة في شخصيته. وعرضت وفاءه لأبي تمام، وعلاقته مع ابن الرومي، ثم تحدثت عن أغراضه الشعرية. وبينت رأيه في شعره، وآراء القدامى فيه. كما وقفتْ وقفةً طويلة على قصيدته السينية، وتناولتها بالشرح والتحليل والنقد. ثم ختمت بذكر الخصائص الفنية التي أردفت بالمصادر والمرجع. ولعل الباحث يجد في هذا الكتاب الدراسة التاريخية والأدبية والنقدية جانب دراسة البحتري وشعره.