كيف يمكن لكاتب أن ينحت من الحجر كلمات لها وقع قوي على الروح. إنها لمفارقة في هذا الزمن الذي تختلط فيه الأشياء فتتداخل الحكايات بالقصة والقصيدة. وفقط الاستثنائيون يمتلكون القدرة على تفجير الوعي والتربص بالأشياء فهم يتسللون حتى داخل زنزاناتهم كي يعيشوا بيننا. إنه قدر الكاتب الشاعر أن ينكفئ على نفسه كي يفضح سر الروح الذي تخبئه الكل...
قراءة الكل
كيف يمكن لكاتب أن ينحت من الحجر كلمات لها وقع قوي على الروح. إنها لمفارقة في هذا الزمن الذي تختلط فيه الأشياء فتتداخل الحكايات بالقصة والقصيدة. وفقط الاستثنائيون يمتلكون القدرة على تفجير الوعي والتربص بالأشياء فهم يتسللون حتى داخل زنزاناتهم كي يعيشوا بيننا. إنه قدر الكاتب الشاعر أن ينكفئ على نفسه كي يفضح سر الروح الذي تخبئه الكلمات.وطه المتوكل قامة مديدة خبر السجون وتمرس في النضال وعمّد شاعريته بتراب الأرض ورائحة الزنزانات. وأبطاله عشرات ممن عرفهم في السجون وفي الحياة، وأحداث قصصه تمتد في المكان والزمان، والمكان عنده أبعد من المكان المحدود لقد برم المتوكل بالمنطق الذي يحيل كل شيء إلى جهاد، فلجأ إلى وجدانه يغترف منه معانيه وأدواته، ضمن رمل الأفعى وذكريات الانتفاضة حتى مرايا الدم والزلزال إلى طهارة الصمت حيث تتحول اللغة إلى قوة للتعبير عن الجنون.وعباءة الورد تمتزج فيها الأحاسيس بالواقع بالخيال لكنه لا يذهب بعيداً بل يظل متمسكاً بواقعيته. إنه لأمر مدهش أن يمتلك فرد هذه القدرة على بعث الأحاسيس وإثارة الانفعالات في القارئ حتى ليحس أن الكلمات تدخل به صحراء نخلتها الرياح، وتحلق به في آفاق رحبة من التفاؤل.