"الإمام الشيخ محمد عبده" رجل زانته الحكمة وصقلته الثقافة وحنكته التجارب، من غير أن تفقده حدة الذهن وتأجيج العاطفة وعزمة الشباب، رجل عرف كيف يجمع بين القديم والحديث ويوالف بين الدين والعلم، ويعيش لأمته قبل أن يعيش لنفسه ولأسرته. ولا شك أن الأستاذ الإمام هو الذي زود التفكير المصري بالوحدة والانسجام، وطبعه بطابع التجديد والدقة، فكا...
قراءة الكل
"الإمام الشيخ محمد عبده" رجل زانته الحكمة وصقلته الثقافة وحنكته التجارب، من غير أن تفقده حدة الذهن وتأجيج العاطفة وعزمة الشباب، رجل عرف كيف يجمع بين القديم والحديث ويوالف بين الدين والعلم، ويعيش لأمته قبل أن يعيش لنفسه ولأسرته. ولا شك أن الأستاذ الإمام هو الذي زود التفكير المصري بالوحدة والانسجام، وطبعه بطابع التجديد والدقة، فكان مصدر إلهام الرجال في الدين والسياسة والاجتماع والفلسفة في القطر المصري فنشأت بفضله وإليه انتمت أربع مدارس خطيرة الشأن: السياسة والدينية والفلسفية والاجتماعية.ولا شك أن مسألة إصلاح العقلية والعقيدة والأخلاق هي الرسالة الأساس التي اضطلع بها ذلك المصلح الاجتماعي الكبير، وأن هذا الجانب من التربية الإنسانية هو الذي حظي بكل اهتمامه في حياته الخصبة النافعة الراشدة، كان يكافح العادات والتقاليد السيئة المتحجرة، وينقد البدع والمعتقدات الفاسدة، كان يتصدى لكل هذا بهدف إصلاح الأخلاق في المجتمع الإسلامي عموماً وفي المجتمع العربي خصوصاً.كان محمد عبده مفكراً أخلاقياً بطبعه وفطرته، ميالاً إلى العمل ميله إلى النظر، أحبّ مخاطبة الضمائر والتأثير في النفوس. وهذا الكتاب يكشف النقاب عن هذا الإمام المفكر وأعماله وتراثه الفكري الذي خلفه وأخباره ومبادئه في الإصلاح الديني والتعليمي والسياسي.