بين انتظارين

كانت تسكن في الشقة المواجهة لشقتي. ألتقي بها في المصعد وأنا ذاهب أو عائد من عملي فألقي عليها التحية، وهي مهاجرة جديدة مثلي، اعتادت على دفء العلاقات الإنسانية، على الأواصر المتينة التي تجمع الجار بالجار. ترد على التحية، فأسألها عن عملها وتخبرني، وتسألني عن عملي وأجيبها، ثم يصل المصعد إلى الطابق الثامن فننزل ويخرج كل منا مفاتيحه ليفتح باب شقته وينسى واحدنا وجود الآخر حتى اليوم التالي. ومن تحية إلى تحية، ومن حديث إلى حديث، تطورت معرفتنا إلى صداقة، ثم إلى نوع من الحب الهادئ، حب تعرفه هذ البلاد، حب لايعرف صفة الأبدي، يعيش كل يوم بيومه، حتى يزوره الملل فينتهي بهدوء كما بدأ.