مقولات في المشروع الوحدوي العربي والقضية الفلسطينية

في هذا الكتاب يقدم المفكر العربي الفلسطيني "منير شفيق" قراءته النقدية للواقع العربي عبر مقاربات تقترب من أولويات العرب وقضاياهم المصيرية. وأهمها في "المشروع الوحدوي العربي" و"في القضية الفلسطينية". يعتبر الكاتب "أن القطرية العربية حين ابتعدت عن المشروع العربي (...) وجهت ضربة قاسية للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية بعامة، بل لقضيتها القطرية بالذات. وهي لهذا تقف الآن أمام خطر تجزيء القطر نفسه وفقدان وحدة شعبه ووحدة ترابه الوطني". ما يريد أن يقوله الكاتب أنه لا بد من إخضاع البرنامج القطري لمشروع وحدوي إذا أردنا إنقاذ القطرية من نفسها كما من أعداء الأمة المتربصين بها لتفتيتها، أو لإحكام نير العبودية على رقبة القطر الذي لا حاجة لهم إلى تجزئته. ولهذا برأيه "يتوجب أن يصبح المشروع الوحدوي العربي قضية قطرية من الدرجة الأولى، وتوضع قضية فلسطين على رأس البرنامج القطري نفسه". يعتبر الكاتب أن القطرية الفلسطينية دخلت في النفق إياه الذي دخلت فيه القطرية العربية فاعتبرت نفسها "المسؤولة الوحيدة في تقرير مصير القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأرض العربية الفلسطينية. ثم تقبل، وتطالب، بأن يكون الدور العربي مجرد داعم لما تتخذه من سياسات وقرارات. وقد حدث هذا الانحراف ليس من مواقع المقاومة وتبني هدف التحرير وإنما عندما حصر البرنامج القطري الفلسطيني بإقامة دولة في حدود الرابع من حزيران 1967، وضمن مشروع التسوية بالرعاية الأميركية. وكان شرط ذلك الفَلَسْطَنة والتخلي عن المقاومة والتحرير في ظل المراهنة على عملية التسوية والمفاوضات والوساطة الأميركية. من هنا ذهبت القطرية الفلسطينية إلى تصفية القضية وتمزيق الشعب والمساومة حتى على الحقوق التاريخية، أي كان طريقاً إلى الانتحار العاجل...". إن ما يروم إليه الكتاب في هذا الطرح الموضوعي والعقلاني أن تعود القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى كما يجب أن تعود قضية إنسانية عالمية وأن تخرج من الفلسْطنة ومن فخ عملية التسوية... وذلك لتعود قضية تحرير ومقاومة وعدالة وحقوق ودفاع شعب عن وجوده فوق أرضه. وفي المقابل يريد الكاتب من البرنامج القطري العربي أن يكون جزءاً من المشروع الوحدوي العربي وتعود كذلك القضية الفلسطينية على رأس قضيته القطرية نفسها... ليتفاعلا ويتكاملا نحو التحرير والوحدة...