التغيير مسألة في غاية الأهمية تحدث عن طريق الأفراد وللأفراد أنفسهم، فالإنسان هوالوسيلة والغاية والهدف في كل الأوقات والأزمان. ويتطلب التحدي الذي يواجه قائد القرن الحادي والعشرين لعب أدوار عديدة متجددة ومتطورة تنسجم مع المتغيرات وتتواكب مع المستجدات الكثيرة والمتلاحقة، في كل ميادين الحياة، فالاستراتيجيات التنظيمية لابد أن تتغير ل...
قراءة الكل
التغيير مسألة في غاية الأهمية تحدث عن طريق الأفراد وللأفراد أنفسهم، فالإنسان هوالوسيلة والغاية والهدف في كل الأوقات والأزمان. ويتطلب التحدي الذي يواجه قائد القرن الحادي والعشرين لعب أدوار عديدة متجددة ومتطورة تنسجم مع المتغيرات وتتواكب مع المستجدات الكثيرة والمتلاحقة، في كل ميادين الحياة، فالاستراتيجيات التنظيمية لابد أن تتغير لتواكب التكنولوجيا الحديثة والتغيير الذي يحدث في المجتمع، ويتمثل التحدي الذي يواجه القائد التربوي في التغيرات الحاصلة في بيئة العمل إذ أصبحت تقنية المعلومات والأنظمة الاتصالية المتطورة التي جعلت من العالم أشبه بقرية صغيرة، كما أصبح البريد الإلكتروني وأنظمة الحاسب الآلي من سمات العصر وجزءاً لايتجزأ من العمل الإداري، مما جعل التغيير في المؤسسات التربوية ضرورة حتمية ومطلباً ملحاً. والتغيير هوالعملية الوحيدة المستمرة في المؤسسة التربوية، والقائد الفعال لابد وأن يتميز بخصائص وسمات معينة لمواجهة تلك التحديات التي تفرضها البيئة الخارجية المتمثلة بالتطورات التقنية من جهة، ومتطلبات أفراد المجتمع الخارجي والبيئة الداخلية التي تمثل التلاميذ والعاملين من جهة أخرى. فهو بحاجة لأن يمتلك سمات معينة ونمطاً متميزاً لقيادة وإدارة المؤسسة التربوية التي يرأسها، مع ضرورة إيجاد آليات للتغيير الفعال، وكسب مساندة العاملين في أحداث التغيير، فالقائد الناجح هو ذلك الشخص الذي يتمكن من ممارسة قدرات جديدة ووسائل مبتكرة للتغيير من أجل التطوير، ذلك أن فعل الشيء بشكل غير مألوف ومبتكر يقود دائماً إلى النجاح. وتعتبر إدارة التغيير مهارة مستجدة تحتاج الى التخطيط الواعي والتفكير المتأني، والالتزام التام، وعدم التردد، مع ضرورة ملاحظة ردود الأفعال الإيجابية والسلبية تجاه التغيير والتصرف السليم معها. ويتناول هذا الكتاب عملية التغيير في المؤسسات التربوية إذ يقع في عشرة فصول، تتناول مفهوم الإدارة التربوية، وإدارة الجودة الشاملة على اعتبارها مدعاة للتغيير، ومدلول التغيير وإدارته، وأهداف إدارة التغيير ومعايير التغيير والعناصر الأساسية لإدارة التغيير، كما تتناول التربية والتغيير وأهمية التغيير في التربية، وأنماط التغيير ومجالاته، ونظريات واستراتيجيات التغيير، وتشتمل أيضاً على السلوك التنظيمي والتغيير، وإدارة الإبداع والتغيير، والصراع والتغيير، ويختتم هذا الكتاب بالحديث عن الأبعاد النظرية للصراع التنظيمي. ولقد انبثقت فكرة هذا الكتاب من شحة المصادر العربية التي تتناول موضوع إدارة التغيير في المؤسسات التربوية، ومن أهمية هذا الموضوع وضرورته لإثراء المكتبة العربية. نرجو أن يقدم هذا العمل المتواضع ولو النزر اليسير من الفوائد والدعم للقائمين على إدارة المؤسسات التربوية، وللقراء الكرام الذين يتوقون للاطلاع على مثل هذا الموضوع. نسأل الله التوفيق والسداد.