هذا العمل الأدبيّ لا يمثّل روح المغامرة في الإبتعاد عمّا هو معروف في الأساليب الروائيّة وأنماط التعبير المألوفة فحسب، بل يكشف أيضاً عمق التجربة الإجتماعية والنفسيّة بأسلوب روائيّ رائع، تقدّم لنا "متاهة مريم" بعداً جمالياً جديداً، لذلك فهي تجاوز حقيقيّ لما أصبح مقبولاً ومتوقعاً في هذا النوع الأدبيّ."متاهة مريم" نصّ شيّد على التمن...
قراءة الكل
هذا العمل الأدبيّ لا يمثّل روح المغامرة في الإبتعاد عمّا هو معروف في الأساليب الروائيّة وأنماط التعبير المألوفة فحسب، بل يكشف أيضاً عمق التجربة الإجتماعية والنفسيّة بأسلوب روائيّ رائع، تقدّم لنا "متاهة مريم" بعداً جمالياً جديداً، لذلك فهي تجاوز حقيقيّ لما أصبح مقبولاً ومتوقعاً في هذا النوع الأدبيّ."متاهة مريم" نصّ شيّد على التمنّع لا التمتّع، المراوغة لا المباشرة، الأثر النيتشويّ لا الفعل الأوسطيّ، الشيطنة لا النبوّة، المتاهة لا الصراط المستقيم.وفيه استثمرت منصورة عزّ الدين تراثها العائليّ في إعادة إختراع العالم: فجّرت علاقة بنت الريف بالمدينة بعيداً عن أيّ فرضيّات مستهلكة حول "الأقاليم" أو "المرأة"، وبإلغاز لا يستتبع ضعفاً في التركيز، عرّت كلّ شيء - الجنون، الموت، الأنوثة - دون أن تكشف سراً واحداً من أسرار نصوص أشبه "باللافا لامب"، ذلك الفانوس البيضاويّ الذي يسخر الكهرباء، لا للإنارة، بل للتلاعب بالضوء الملوّن.