يمسي التفكك مؤشراً إيجابياً على حدوث التغير من خلال مقوضاته التنظيمية. بذات الوقت يضمن مؤشراً سلبياً على وجود تداعيات عديدة توهن قوى المجتمع وتهزل نشاطه فتغدوا مناعته في مواجهة المقوضات القادمة خائرة القوى لا تمتلك القدرة على صدّها ومقاومتها، عندئذٍ تتفتح المسالك لمقوضات التفكيك أن تستمر في تحويل التنظيمات القائمة إلى ركامات وأن...
قراءة الكل
يمسي التفكك مؤشراً إيجابياً على حدوث التغير من خلال مقوضاته التنظيمية. بذات الوقت يضمن مؤشراً سلبياً على وجود تداعيات عديدة توهن قوى المجتمع وتهزل نشاطه فتغدوا مناعته في مواجهة المقوضات القادمة خائرة القوى لا تمتلك القدرة على صدّها ومقاومتها، عندئذٍ تتفتح المسالك لمقوضات التفكيك أن تستمر في تحويل التنظيمات القائمة إلى ركامات وأنقاض عديمة الفائدة في بناء تنظيمات جديدة، آنذاك تستعين قوى التغير (المقوضات) بالاعتماد على عناصرها وقرابينها لتبني تنظيماتها التي تعكس أهدافها وقيمها على أرضية المجتمع وترعاها لتنميتها من أجل بلورة أحد مآثرها ورموزها. لكن هذه تستمر لفترة غير محدودة من الزمن ومن ثم تأتي مقوضات جديدة لتفككها كما حصل مع التي قبلها وتدور الدائرة ليتم التفكيك ويعقبه البناء الجديدة. وهكذا هي صيرورة الحياة الاجتماعية لأنها متغيرة بشكل مستمر لا تقف عند حدود التفكيك والتداعيات، بل تذهب إلى البناء بعد ذلك. فقد تناول الفصل الأول التنظيم والتفكيك الاجتماعي، بينما انطوى الفصل الثاني مقوضات التنظيم الاجتماعي، والفصل الثالث ضم أنواع التفككات الاجتماعية بينما أخذ الفصل الرابع عنوات تداعيات التفكك الاجتماعي.