علم العرفان مثل بقية العلوم الإسلامية التي نشأت في حضن الثقافة الإسلامية ونمت وتكاملت في ربوعها. وهو علم يهدف إلى أمرين أساسيين:الأول: تفسير الوجود من خلال تقديم رؤية كونية نظرية صحيحة ومطابقة للواقع حول الله والعالم والإنسان، وهو ما يصطلح عليه بعلم العرفان النظري. ففي هذا القسم يبحث العارف حول علاقات الإنسان مع نفسه ومع العالم ...
قراءة الكل
علم العرفان مثل بقية العلوم الإسلامية التي نشأت في حضن الثقافة الإسلامية ونمت وتكاملت في ربوعها. وهو علم يهدف إلى أمرين أساسيين:الأول: تفسير الوجود من خلال تقديم رؤية كونية نظرية صحيحة ومطابقة للواقع حول الله والعالم والإنسان، وهو ما يصطلح عليه بعلم العرفان النظري. ففي هذا القسم يبحث العارف حول علاقات الإنسان مع نفسه ومع العالم ومع الله، وعمدة نظره تتجه نحو علاقة الإنسان بالله. وبرأي العرفاء واعتقادهم فإنّ الوصول إلى هذه المرحلة لا يكون إلا عبر إعمال العقل والتفكير، بالإضافة إلى القلب والمجاهدة والسير والسلوك وتصفية النفس وتهذيبها. فالأدوات المعرفية التي يعتمد عليها العارف في تفسيره للوجود لا تعتمد على العقل فقط كالفيلسوف بل يتعداه أيضا إلى القلب والحركة الباطنية، بالاضافة إلى القرآن والسنة الشريفة.الثاني: تقديم برنامج عملي تطبيقي لكيفية سير الإنسان المعنوي للوصول إلى الله سبحانه وتعالى، وهو ما يسمى عند العرفاء بالعرفان العملي أو بالسير والسلوك العرفاني. والعارف في هذا القسم يتحدّث عن نقطة البدء وعن المقصد وعن المنازل والمراحل ينبغي أن يطويها السالك بالترتيب حتى يصل إلى المنزل النهائي، وهو التوحيد.