ينطلق المجاهد في سبيل الله في جهاده من الإيمان بالله وملائكته ورسله،كأصل ثابت في كل ما يقوم به من جهد، ويقدِّمه من تضحيات، لأن الجهاد في سبيل الله لا ينفصل عن الإيمان بالله، من هنا كان الإيمان من أهم صفات الشخصية الجهادية وسماتها، التي يمكن أن نختصر أهدافها بثلاثة أبعاد أساسية:الأوّل: مواجهة الطغاة الذين أظهروا طاعة الشيطان وترك...
قراءة الكل
ينطلق المجاهد في سبيل الله في جهاده من الإيمان بالله وملائكته ورسله،كأصل ثابت في كل ما يقوم به من جهد، ويقدِّمه من تضحيات، لأن الجهاد في سبيل الله لا ينفصل عن الإيمان بالله، من هنا كان الإيمان من أهم صفات الشخصية الجهادية وسماتها، التي يمكن أن نختصر أهدافها بثلاثة أبعاد أساسية:الأوّل: مواجهة الطغاة الذين أظهروا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، واتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خولاً. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا بلغ بنو الحَكَمِ ثلاثين رجلًا اتّخذوا مال الله بينهم دولاً وعباد الله خولاٌ ودين الله دغلاٌ"3.الثاني: إقامة حكم الله تعالى في الأرض، على قاعدة ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾4، وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: "اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، فيأمن المظلومون من عبادك، وتقام المعطّلة من حدودك"5. الثالث: إنقاذ الأمة من الجبت والطاغوت، التزامًا بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُريدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾6.