* طرحت فكرة التحيز في المصطلح والمنهج والعلم من جانب الكثير من الباحثين والعلماء حيث برز إدراك متزايد أن العلوم ليست محايدة تمامًا بل تعبر عن مجموعة من الأسئلة الكلية والقيم التي تحدد مجال الرؤية ومسار البحث وتقرر مسبقًا كثيرًا من النتائج . * وإذا كانت هذه الفكرة قد نوقشت من قبل في سياق الحديث عن الهوية والخصوصية فإن أحدًا لم يح...
قراءة الكل
* طرحت فكرة التحيز في المصطلح والمنهج والعلم من جانب الكثير من الباحثين والعلماء حيث برز إدراك متزايد أن العلوم ليست محايدة تمامًا بل تعبر عن مجموعة من الأسئلة الكلية والقيم التي تحدد مجال الرؤية ومسار البحث وتقرر مسبقًا كثيرًا من النتائج . * وإذا كانت هذه الفكرة قد نوقشت من قبل في سياق الحديث عن الهوية والخصوصية فإن أحدًا لم يحاول بشكل منهجي وشامل دراسة قضية التحيز في العلوم وتأسيس علوم جديدة تتعامل مع الإشكاليات الخاصة بالحضارة الإسلامية المعاصرة . * ويعد هذا الكتاب محاولة جادة ومنظمة في هذا الصدد تسعى لاسترجاع البُعد الاجتهادي والإبداعي للمعرفة , وهو ليس مجرد كتاب يضم بين دفتيه أبحاثًا علمية بل هو أقرب للمشروع الضخم حيث تبلورت كثير من الدراسات والأبحاث به عبر سنوات طويلة من اهتمام أصحابها بتلك الإشكالية , كما تداعت الأفكار والدراسات بعد إثارة القضية في ندوة عقدت تحت هذا العنوان بالقاهرة سنة 1992م فتوالت المساهمات حتى زادت عن عدد الدراسات الأصلية فاستغرق بذلك تحريره وإعداده ثلاث سنوات كاملة من الجهد المتواصل , وما زال باب الاجتهاد مفتوحًا للمساهمة في طبعاته القادمة . * وينفرد هذا الكتاب بأن الدراسات والبحوث التي يضمها تتباين وتتفرع في مجالاتها وتجمع بين العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية والأدب والهندسة والطب , متجاوزة التقسيم التقليدي الضيق السائد في كتابات كثيرة , كما أنه يضم إسهامات مجموعة متميزة من الأساتذة جنبًا إلى جنب مع باحثين شبان في عمل يعكس الرؤية المشتركة لعدد ضخم من عقول هذه الأمة في سعيها نحو مستقبل أكثر إشراقًا وحرية وكرامة .