"ماذا لو رجعنا الآن إلى البيت ورأينا بحراً يسهر على المدفأة وخيوطاً على السرير ترعى العشب. ماذا لو رجعنا...؟ ورأينا بيتاً مكتظاً بمرعى كبير...مرعى يملأ المرايا بالأشجار والجدران بالأمطار والنوافذ بالطيور...ماذا لو رجعنا ورأينا الأمطار تجلس على الآبار في الصحراء والأشجار في بساتين البحر تلعب بأعصابها الطيور...ماذا لو رجعنا مع الط...
قراءة الكل
"ماذا لو رجعنا الآن إلى البيت ورأينا بحراً يسهر على المدفأة وخيوطاً على السرير ترعى العشب. ماذا لو رجعنا...؟ ورأينا بيتاً مكتظاً بمرعى كبير...مرعى يملأ المرايا بالأشجار والجدران بالأمطار والنوافذ بالطيور...ماذا لو رجعنا ورأينا الأمطار تجلس على الآبار في الصحراء والأشجار في بساتين البحر تلعب بأعصابها الطيور...ماذا لو رجعنا مع الطيور التي رأت اليابسة بعد الطوفان...ماذا لو رجعنا بعد الطوفان ورأينا الحائط فائضاً على الكتب نقرأ العناوين وقد أرتفعت كالأعمدة وعندما نحاذيها أو نجعلها تدور في عيوننا يأتي الغبار القدسي ذاك الذي يهب على الجبال العالية فينهجر البياض في أرواحنا. شاهقين الآن...نحن نطن بالخلود للبياض هذا الذي ألفنا لقياه حتى أسرنا ولم يعد لنا وجود سواه...ماذا لو رجعنا وكان ربيع هناك يفترش دكة الباب وعندما ندخل نرى في أقدامنا طراوة بالغة تحرك رؤوسنا كأمواج وعلى البساط الأخضر الذي يحيط بالمائدة تنزه عروقنا في ودّ بالغ...وعندما نهدأ قليلاً تزدهر على أكتافنا رائحة الخزائن أو كتمان جارف حيث لا تقوى على الكلام أو حتى الجلوس إلى الصمت في مزهرية. دائماً نحاول أن نمد أيدينا في أعماق الآبار كي نلتهم أصابعنا الوردة الجائعة في الماء...كي تهدأ الرياح التي تقرع الطبول في الصحراء كي يهدأ الليل..".أرق يؤجج أحلاماً وسكينة تخترقها آمال وإنسراحات... وروح شاعر تتألق في هذه الإفتعاليات الإنسانية، تتوجها معان وعبارات تنساب قصائد منطلقة هاربة من القيود... تلك هي قصائد الشاعر في مجموعته الشعرية: الغيوم في البيت، ويأتي الليل ويأخذني، وحديثي عن الآبار يشرب، وهنا اللذة، الفراشة ماء مجفف، ها يداي فارغتان، دم الشمعة... عناوين تغري بإختراقها والدوران في فضائاتها اللامتناهية