لم تتوقف التحليلات الغربية عن القيام بمهمة مفتقدة إلى حد كبير في الكتابات العربية، وهي إعادة التفكير في "القاعدة" و "بن لادن"، في إطار تلك العملية تبلورت أفكار كثيرة لاتزال تخضع للنقاش، والأوراق التي يتم استعراضها في هذا العدد تمثل نموذجاً لمحاولات مختلفة تجري لإعادة بناء "قصة القاعدة" تنظيمياً وفكرياً، مع التركيز على الأسباب ال...
قراءة الكل
لم تتوقف التحليلات الغربية عن القيام بمهمة مفتقدة إلى حد كبير في الكتابات العربية، وهي إعادة التفكير في "القاعدة" و "بن لادن"، في إطار تلك العملية تبلورت أفكار كثيرة لاتزال تخضع للنقاش، والأوراق التي يتم استعراضها في هذا العدد تمثل نموذجاً لمحاولات مختلفة تجري لإعادة بناء "قصة القاعدة" تنظيمياً وفكرياً، مع التركيز على الأسباب التي أدت إلى إنتشار توجهاتها واتساع نطاق حركتها، مع توضيح طبيعة التوصيات السياسة التي تتم صياغتها استناداً إلى نتائج مثل هذه التحليلات التي كتبها عدد من أهم المهتمين بمسألة القاعدة في الولايات المتحدة، وأولهم "جاسون بيرك، ومعه مايكل دويس، ستيفن سايمون، وجيف مارتيني"إن أهمية هذا العدد لا تأتي من تركيزه فقط على قضية "أتباع بن لادن" كما تعرضها كتابات مختلفة في الخارج، وإنما أيضاً مما تحاول أن تقدمه من عملية إعادة تفكير موازية من جانب أحد أهم المفكرين المصريين، وهو "د. قدري حنفي" أستاذ علم النفس الإجتماعي، الذي لا يقدم مجرد تعليق على الأفكار الواردة في الكتابات التي يتم عرضها، وإنما إعادة تقييم لبعض الأفكار السائدة في العالم والمنطقة، بشأن أسس تفكير وحركة القاعدة، فأسامة بن لادن ليس كما عبر ذات مرة ابناً ضالاً منفصلاً عن الواقع في المنطقة، وإنما هو تعبير عن تيار قائم في المجتمع والثقافة بالمنطقة، وهي في كل الأحوال بداية لنقاش مطلوب حول مشكلة خطرة تحيط بالجميع، بدون استثناء.