يتخذ محمود شقير من حدث العودة إلى الأرض الفلسطينية نواة حارقة لتشابك الحاضر بالماضي والأحلام القديمة بالوقائع الأليمة، فتعبر كلماته المكتنزة بالشوق من السجن إلى المنفى ومن القدس إلى القدس بأسلوب وصفي دقيق يعلي من التفصيلات حتى تظل الكتابة وشماً للأمكنة ضد همجية المحو الاستيطاني. يكتب شقير بدافع ترسيم خريطة الشرعية التاريخية للأر...
قراءة الكل
يتخذ محمود شقير من حدث العودة إلى الأرض الفلسطينية نواة حارقة لتشابك الحاضر بالماضي والأحلام القديمة بالوقائع الأليمة، فتعبر كلماته المكتنزة بالشوق من السجن إلى المنفى ومن القدس إلى القدس بأسلوب وصفي دقيق يعلي من التفصيلات حتى تظل الكتابة وشماً للأمكنة ضد همجية المحو الاستيطاني. يكتب شقير بدافع ترسيم خريطة الشرعية التاريخية للأرض وللكيان الفلسطيني، لذلك تتداخل الأمكنة بالشخوص التي تشرق عبر تقنيات الاستعادة، فالأموات يعودون إلى حياة الذاكرة والأحياء يتدفقون على محور الأمل في بناء الحاضر. ومن العائلة إلى الأصدقاء ينمو خيط السرد كنمو شجرة الأصول لهوية مكتملة في الواقع والكتابة، لكنها مهددة. لذلك لا يختفي محور الصراع مع العدو الإسرائيلي في ردهات الكتاب. ويتقاطع الذاتي بالموضوعي في واقعية تقطر بشفافية الخيال الأدي لقيامها على عنفوان العاطفة، فتبدو الذات الفلسطينية مشبعة بهويتها، وتسمو الكتابة بسيرة المفرد إلى سيرة الجماعة في نزوع إثبات الوجود وكأن تجربة السجن والمنفى والعودة هي اختزال لوحدة الحياة الفلسطينية وهي ممددة على الجرح العربي ومبثوثة في جوانب القدس وظلها.