لا شك في أننا مازلنا نعجب كثيراً بأبيات عنترة عن تقبيل السيوف لأنها تلمع كبارق ثغر حبيبته المتبسم. وقد ظل الربط بين الحب والحرب في الشعر العربي القديم موضوعاً لم يعطه النقاد حقه حتى الآن. ويسعى هذا الكتاب إلى إعادة اكتشاف شعرية الحرب من خلال شعرية الحب المتمثلة في وصف الظعائن (أي وصف النساء الراحلات في هوادجهن على ظهور الجمال) ف...
قراءة الكل
لا شك في أننا مازلنا نعجب كثيراً بأبيات عنترة عن تقبيل السيوف لأنها تلمع كبارق ثغر حبيبته المتبسم. وقد ظل الربط بين الحب والحرب في الشعر العربي القديم موضوعاً لم يعطه النقاد حقه حتى الآن. ويسعى هذا الكتاب إلى إعادة اكتشاف شعرية الحرب من خلال شعرية الحب المتمثلة في وصف الظعائن (أي وصف النساء الراحلات في هوادجهن على ظهور الجمال) في الشعر الجاهلي.وقد أدت هذه المحاولة إلى الكشف عن وجود بنية مركزية لقصيدة الظعائن في هذا الشعر، تم تحليلها على مستوى المعجم الشعري، والصورة الشعرية، والبنية الشعرية للقصيدة. وتنضم هذه المحاولة إلى محاولتين سابقتين للمؤلف نفسه لدراسة قصيدة الأطلال في الشعر الجاهلي، وقصيدة الطيف والخيال في الشعر العربي القديم، مفيداً من الدرس الالنقدي المعاصر باتجاهاته المتعددة، وبخاصة الدرس البنيوي، والنظرية الشفوية، مع عدم استبعاد البعد التأويلي على الإطلاق. إن القصيدة أشبه بثغر المحبوبة المتبسم الذي يغري بتقبيل السيوف أو قدهّا (المحبوبة) الذي يدفع إلى معانقة القنا.أما النقد فهو أقرب إلى السيوف نفسها أو الرماح. من هنا كان إهداء هذا الكتاب إلى الشعراء القدماء من الناقد الحديث. ومن هنا أيضاً كان الدرس الذي تعلمناه من الشاعر القديم عن "شعرية الحرب".