مقتطفات من الكتاب:أسباب فشل المسلمين في الانتصار على عدوهم:ومن أهم أسباب ذلك اختلاف الاتجاهات والانشقاق بين الجماعات وعدم التعاون فيما بينهم، بل إن بعض الجماعات تتهم باعتناق بعض المبادئ اليسارية، ولو أن هذه الجماعات اتحدت على كلمة الحق، وخططت لتربية المسلمين وتثقيفهم وتوعيتهم بالخطر، وإعداد العدة وصبروا حتى تقوى شوكتهم، وقاموا ب...
قراءة الكل
مقتطفات من الكتاب:أسباب فشل المسلمين في الانتصار على عدوهم:ومن أهم أسباب ذلك اختلاف الاتجاهات والانشقاق بين الجماعات وعدم التعاون فيما بينهم، بل إن بعض الجماعات تتهم باعتناق بعض المبادئ اليسارية، ولو أن هذه الجماعات اتحدت على كلمة الحق، وخططت لتربية المسلمين وتثقيفهم وتوعيتهم بالخطر، وإعداد العدة وصبروا حتى تقوى شوكتهم، وقاموا باتصالات مع المنظمات الإسلامية وبعض الحكومات الإسلامية لمساعدتهم، لربما وفقوا في أعمالهم ولكن بلاء المسلمين يكمن في نفوسهم، والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، يضاف إلى ذلك ضعف المسلمين المادي أمام قوة العدو المادية.خطط التايلنديون لتذويب المسلمين في فطاني بعدة أمور:الأمر الأول: تهجير البوذيين من الشمال إلى المنطقة.والهدف من ذلك إضعاف نسبة المسلمين في المنطقة التي كان أهلها كلهم مسلمين، واتخاذ البوذيين جواسيس على أهل البلاد، والاستعانة بهم ضد المسلمين عندما تحصل صدامات معهم، وللسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي السكنية والزراعية، ولنشر الثقافة البوذية وعاداتها.الأمر الثاني: إضعاف المسلمين اقتصادياً.وذلك باغتصاب الأراضي الخصبة وتسليمها للبوذيين، وبذلك تقل موارد المسلمين ونتاجهم ودخلهم، والقصد من ذلك إخضاع المسلمين للدولة بسبب فقرهم، لأن الفقر من أهم وسائل السيطرة على الشعوب. الأمر الثالث: تغيير مسيرة التعليم.عندما استولت تايلاند على فطاني كانت المدارس فيها إسلامية، أساتذتها فطانيون ولغتها الملايوية، وحروفها العربية، فأنشأت الحكومة مدارس تايلاندية، وأدخلت فيها التربية التايلاندية وقللت من شأن التربية الإسلامية، كل ذلك لإبعاد المسلمين عن دينهم وأغلقت كتاتيب المسلمين التي كانوا يعلمون فيها أبناءهم اللغة العربية ومبادئ الإسلام.الأمر الرابع: إيجاد التنازع بين المسلمين وإفساد شبابهم. هذا إضافة إلى محاولة نشر الفرقة والخلاف بين المسلمين ومنع دخول المسلمين من خارج فطاني إليها وخاصة الصحفيين، ومحاولة نشر الفساد بإقامة بيوت الدعارة الرسمية والملاهي وتعليم الرقص في المدارس.الأمر الخامس: نشر الرعب والبطش بمن يخالف الدولة.ونشر الرعب والخوف في الأهالي بالبطش والتنكيل والسجن والاغتيال واختطاف المدرسين، وحاصرت مساجد المسلمين وألغت التعليم الإسلامي فيها.وكانت تتخذ أي وسيلة مزيفة لمضايقة المسلمين، فتتهمهم مرة بأنهم عملاء لإندونيسيا وهي دولة أجنبية وتعاقبهم على ذلك، كما أنها نسقت مع حكومة الفلبين، لتبادل الخبرات بين الدولتين في أساليب القمع للمسلمين، لتشابه الدولتين في وجود المسلمين في جنوب كل منهما، يرفضون الذوبان في المجتمع الوثني في تايلاند والمجتمع النصراني في الفلبين.وتعاونت الحكومة التايلندية مع اليهود في فلسطين والصينيين في سنغافورة، بحيث تستقبل مدرسين يهود للتدريس في المدارس الفطانية، وتساعدها سنغافورة إعلامياً ضد المسلمين، ولقد استمر المسلمون الفطانيون يقاومون المحتل التايلاندي بتكوين فرق محاربة ولكن الخلاف بينهم أضعفهم.وقوف رئيس وزراء ماليزيا تنكو عبد الرزاق ضد مسلمي فطاني. إضافة إلى عدم وجود جهة قريبة تساعدهم، فماليزيا لم تكن تساعدهم، بل أعلن تنكو عبد الرازق بعد انتهاء حكم تنكو عبد الرحمن سنة 1970م أنه سيقمع أي حركة انفصالية تايلاندية بشدة، ولا توجد للفطانيين أرض مع أي دولة يمكنهم أن يفروا إليها إذا اضطروا إلا ماليزيا. هذا مع العلم أن حلف جنوب شرق آسيا يضم ماليزيا وتايلاند، ومن أصعب العقبات التي تحول بين الفطانيين ومواصلة الكفاح الحصول على السلاح.فقد أُسلم الفطانيون لعدوهم من قبل بعض المسلمين، ومن المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة، ولم يبق لهم إلا الله الذي خلقهم، وهو القادر على خلاصهم من سيطرة عدوهم.