تمثل شهادة حسين الشافعي عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952 في مصر ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، مرحلة تاريخية هامة من تاريخ مصر الحديث تمتد إلى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، تتنوع المراحل التاريخية فيها من الاحتلال البريطاني لمصر، مروراً بالحرب العالمية الثانية التي شارك فيها الشافعي، إلى حرب العام 1948 إلى ثورة العام 1952،...
قراءة الكل
تمثل شهادة حسين الشافعي عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو/تموز عام 1952 في مصر ونائب رئيس الجمهورية الأسبق، مرحلة تاريخية هامة من تاريخ مصر الحديث تمتد إلى أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، تتنوع المراحل التاريخية فيها من الاحتلال البريطاني لمصر، مروراً بالحرب العالمية الثانية التي شارك فيها الشافعي، إلى حرب العام 1948 إلى ثورة العام 1952، إلى تأميم قناة السويس وحرب العام 1956، إلى الوحدة بين مصر وسوريا بين عامي 1958 إلى العام 1961، ثم التدخل المصري في اليمن، والصراع بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر العام 1967، وإعادة بناء الجيش المصري ووفاة عبد الناصر وتفاصيل اختيار السادات، ثم حرب أكتوبر ومراحل الإعداد لها، ثم خلافه مع السادات وخروجه من السلطة عام 1975.وبالتالي فالقارئ أمام شهادة هامة لمرحلة هامة، كانت في الأصل قد سجلت في استديوهات قناة الجزيرة الفضائية ضمن برنامج "شاهد على العصر" وذلك على مدى ثلاثة عشر حلقة، ونظراً لأهميتها، ولمزيد من الفائدة التاريخية والسياسية والتوثيقية تمّ إخراج هذا التسجيل إلى حيز الوجود وتفريغ الأشرطة على صفحات هذا الكتاب، ليصبح بين يدي القارئ والباحث والسياسي والمؤرخ بإمكانهم الرجوع إليه بسهولة.وعن شهادته هذه يقول حسين الشافعي بأن هزيمة حزيران 1967 أسقطت من نفسه كل تحفظ أو مهادنة، فانطلق لسانه بالحقيقة المطلقة مهما كلفه ذلك من ردود فعل غاضبة أو متضررة، ولم يكن هدفه مال أو دعاية أو رغبة في الظهور أو ادّعاء بطولة، وإنما هدفه الوحيد هو إظهار الحقيقة الحبيسة وملابساتها الغائبة كشاهد على العصر. وهو بشهادته هذه يؤكد ثلاثة أمور: أولاً: تسجيل الحقائق التي خفيت أو أخفيت حتى يشعر أفراد الشعب بالمشاركة الفعلية، فتكون خطوة نحو إزالة الإحباط واليأس الذي هو المورد الطبيعي لحجب الحقائق عنه. ثانياً: استعادة الثقة المفتقدة. ثالثاً: تجد الأمل بالالتفاف حول هدف عظيم، وليكن هذا الهدف ما جاء في قوله تعالى: (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم). ويضيف الشافعي قائلاً بأن ما جاء على لسانه في هذه الحلقات كان بمثابة إلقاء الضوء على بعض الحقائق التي لم تكن متاحة على الساحة الإعلامية وكان الزمن فيها يكاد ينظر إليه أنه من الكبائر. ويقول بأنه تصور البعض أن ما جاء على لسانه في هذه الشهادة فيه تنقيص بالبعض؛ لكنه يؤكد بأن ذاك ليس بهدفه لكن في بعض الظروف تكون الحقيقة مرة أو جارحة، ولكن إخفائها أشد مرارة.