يدق الأستاذ "محمد فتح الله كولن" في هذا الكتاب على أبواب القلب، يطرق ويديم الطرق: "اِفتحْ يا قلب... دعني ألج بكلماتي إليك... دعني أُعالج أغلاق خزائنك... دعني أكشف عن أسرار مداخلك... دعني أطلق قواك الخفية... وأُدير مفتاح الفهم عن الله في روحك... دعني أبتعث فيك مواجيد الحنين... دعني أنفض عن أهداب روحك نعاس السنين... دعني أشقّ...
قراءة الكل
يدق الأستاذ "محمد فتح الله كولن" في هذا الكتاب على أبواب القلب، يطرق ويديم الطرق: "اِفتحْ يا قلب... دعني ألج بكلماتي إليك... دعني أُعالج أغلاق خزائنك... دعني أكشف عن أسرار مداخلك... دعني أطلق قواك الخفية... وأُدير مفتاح الفهم عن الله في روحك... دعني أبتعث فيك مواجيد الحنين... دعني أنفض عن أهداب روحك نعاس السنين... دعني أشقّ أكفان الموت عنك... دعني أبدد ضبابيات الأرض التي تغشى وجودك... دعني أنقش صورة الآخرة على صفحة الشغاف منك... دعني أعَرِّف ذاتك بذات الكون... دعني أعقد معرفة بينك وبين الطبيعة... وصلحاً بينك وبين شقيقك الإنسان..!"فهذا الكتاب يعالج قضايا إيمانية عظيمة الأهمية بأسلوب أدبي رشيق يستطيبه وينجذب إليه القرّاء مهما كانت مستوياتهم الثقافية والفكرية. ولا شيء من الوصف يصدق على المؤلف كما يصدق عليه وصفنا بأنه روح عظيم حَوَّامٌ فوق عظيم الأفكار بدافع من شرف المحتد، ونبل الخُلق، وطهارة الضمير، وهو كثير الانطلاق إلى مواطن الذكرى من التاريخ الذي ينتمي إليه، حتّى غَدا قلبه غابة شجن وَوَجْدٍ، ودمعه ينبوع حرقة وكمد، يكاد يتمزق عندما يمُرّ على أطلال حضارة كانتْ يَوْماً مَا مِلأَ عين العالم وسمعه، أو يُقَلِّبُ صفحات دين مهجور جفاه أهله، ونأى عنه القريب قبل الغريب.. وجهل ناسه مواطن العظمة فيه فنسوه وأهملوه.