إن الحقائق المتعلقة بأهمية النمو في مرحلة الطفولة لم تتضح، في الواقع، إلا منذ فتره قريبة جدا في تاريخ الحضارة الإنسانية. فإذا تتبعنا نشأة العلوم وتطورها، نجد أن العلوم الطبيعية كانت قد نشأت واستقرت كجزء من التراث الثقافي للإنسان، قبل أن تبدأ أبسط الدراسات العلمية للسلوك البشري. وليس معنى ذلك أن الإنسان لم يفكر أو يتأمل في طبيعته...
قراءة الكل
إن الحقائق المتعلقة بأهمية النمو في مرحلة الطفولة لم تتضح، في الواقع، إلا منذ فتره قريبة جدا في تاريخ الحضارة الإنسانية. فإذا تتبعنا نشأة العلوم وتطورها، نجد أن العلوم الطبيعية كانت قد نشأت واستقرت كجزء من التراث الثقافي للإنسان، قبل أن تبدأ أبسط الدراسات العلمية للسلوك البشري. وليس معنى ذلك أن الإنسان لم يفكر أو يتأمل في طبيعته البشرية إلا مؤخرا فقط. فقد نشأت تأملات وفلسفات وأنواع أخرى من التفكير، في أهمية خبرات الطفولة وأثرها في تفكير الكبير، وفي سلوكه الاجتماعي. لكن الذي نريد أن نؤكده هنا، هو أن ثمة دراسات علمية، بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة، لم تنشأ قبل بداية القرن العشرين. الكتاب مقسم إلى بابين يتعرض كل منهما لمرحلة من المرحلتين النمائيتين موضوع الكتاب: الباب الأول يتعرض للنمو في مرحلة المهد، والباب الثاني يتعرض للنمو في مرحلة ما قبل المدرسة. ويعتبر هذا التقسيم متفقا مع ما اصطلح عليه في معظم كتب علم النفس النمائي، التي تعالج موضوع النمو على أساس مرحلي. أما الفصول التي يشتمل عليها كل باب فكان تقسيمها على أساس النواحي المختلفة للنمو.هذا وقد جاء في نهاية كل باب فصل خاص عن الرعاية النفسية الاجتماعية للطفل في المرحلة التي يتعرض لها الباب. وقد حاول المؤلف أن يقيم التوصيات التي جاءت في هذا السياق على أساس من طبيعة النمو في كل مرحلة، مع الأخذ بعين الاعتبار، في المكان الأول، كبيعة الظروف والمتغيرات الخاصة بالثقافة التي نعيش فيها.